بارك الله فيك يا أستاذي على هذا الموضوع الرائع ..
سبحان الله ... فعلا " رب مبلغ هو أوعى من سامع ، ورب حامل فقه لمن هو أفقه منه "
الرجل ذكر لزوجته حديثا .. فكانت أفهم له منه ..
ذكرني هذا الموقف بقصة روتها إحدى الزوجات في باب بريد الجمعة لصاحبه الكاتب الجميل عبد الوهاب مطاوع ..
هذا الباب الذي كنت أعشق متابعته من الجمعة إلى الجمعة .. وأنتظر بشوق قصته الجديدة .. ورده الحكيم ..
لكن في هذه القصة بالتحديد .. اختلفت مع الأستاذ الكبير عبد الوهاب مطاوع في رده لأول مرة ..
وإليكم القصة باختصار شديد .. وأترك لكم الحكم ..
القصة كانت على لسان زوجة تشتكي زوجها الذي صارحها بأنه يريد الزواج بأخرى ...
فبدأت تحكي القصة ...
كانا فقيرين متحابين .. تزوجا على فقرهما .. وتعاونا في أن يبنيا حياتهما معا ..
كانت تحب زوجها كثيرا كما يحبها .. المرأة لم تكن تعمل ، فآثرت أن يكون لزوجها - الذي هو واجهة الأسرة - كل شيء ، الملبس الجديد والطعام الطيب ، والعلاج والدواء .. كانت كلما توفر لديها مالا تشتري له ملبسا جديدا وحده .. وكان كلما يقول لها " وأنت ؟" كانت تقول :" أنا مش مهم .. انت اللي بتخرج وانت اللي بتقابل الناس .. أنا متدارية في البيت " وكان لا يعجبه كلامها .. ويطلب منها بإلحاح أن تشتري مثله ثيابا جديدة ، وهي من كان يرفض ...
كانت توفر له أفضل الطعام ولا تأكل .. وحينما كا ن يطلب منها أن تشاركه ، كانت تقول له أنت الذي يعمل ويتعب ، وأنت من يحتاج للطعام ...
فبدأت حالتها الصحية تتأثر .. ومع الوقت تتدهو .. وحينما كان يطلب منها أن تتداوى كانت تقول أنا مش مهم .. المهم انت تبقى كويس ،
الرجل كان طموحا .. وزوجته كانت فرحة بطموحه ، وكانت تساعده بكل ما يتوفر لديها من جهد ومال ..
فبدأ يتعلم لغات أجنبية .. الأمر الذي سهل له عملا آخر أرقى مستوى ..
وبدأ يدخل في مجتمعات جديدة ، وأعمال على مستوى عال مع رجال أعمال كبار وأجانب .. وكلما كان يكبر درجة ، كان يتعلم أشياء جديدة .. في كيفية التعامل مع أصحاب البيزينس ، وفنون الإتيكيت ، وكيفية الظهور في المجتمعات ...
كان يتطلب من زوجته أن تتعلم معه حتى تشاركه في هذا النجاح .. فكانت تقول له :" أنا لا أتعامل مع هؤلاء الناس ولا مجتمعهم .. هم يعرفونك أنت .. وأنا أصبحت غير قادرة على التعلم .."
بدأت نشاطاته تكبر .. وأصبح هناك اجتماعات ولقاءات عائلية فيما يسمى بغداء العمل أو عشاء العمل أو احتفالات النجاح في البيزينس ...
وبدأ مجتمعه الجديد يتساءل أين زوجته ... ؟!!!
الرجل طالب زوجته كثيرا أن تتعلم معه لغات أخرى ، وتتعلم أصول الملبس وفنون الإيتيكيت .. لكنها كانت تقول له دائما : " أنا مش مهم .. المهم أنت "..
والنتيجة ..أنه أصبح هناك فجوة كبيرة بينه وبين زوجته .. واتسعت المسافات بينهما كثيرا فكريا وثقافيا واجتماعيا ...
الرجل كان يكبر وحده .. كان يتقدم وحده .. وزوجته ظلت واقفة هناك .. على مسافة بعيدة جدا منه ومن أحلامه وطموحاته وأعماله الجديدة ...
أصبح لا يستطيع أن يأخذ رأيها في أي أمر يخص عمله أو علاقاته بأصحاب الأعمال الذين يعرفهم ويتعامل معهم ... لأنها لا تعرف ...
أصبح لا يستطيع أن يحكي لها وتشاركه أفراحه واحلامه .. لأنها لا تفهم ...
واليوم .. الرجل أصبح يشعر بالوحدة ...
وكان بحاجة لمن تستطيع أن تشاركه كل هذا ... ولكن زوجته لا تستطيع ...
فقرر أن يتزوج أخرى تستطيع ...
وهنا كانت الصدمة ...
بعد كل هذا العمر من العطاء والعناء .. يتزوج بأخرى ...
هي تقول أنه لا يريد أن يطلقها ، لأنه يحفظ لها ما فعلت ، ولا ينكر فضلها عليه ... لكنه بحاجة لزوجة تستطيع أن تتعامل مع وضعه الاجتماعي الجديد ، وتشاركه حياته الجديدة ، وأنه حاول مع زوجته كثيرا ، ولكنها لم تفعل لأنها كانت تفضله على نفسها .. فهل يكون هذا جزاؤها ...
كانت هذه هي القصة .. وكان هذا هو السؤال الذي سألته الزوجة للأستاذ عبد الوهاب مطاوع ...
هل يحق لهذا الرجل بعد كل هذا العمر وقصة الحب القوية بينهما .. أن يفكر في الزواج بأخرى ؟؟؟
والحق أن ما فاجأني وصدمني في هذا الموضوع .. هو رد الأستاذ عبد الوهاب مطاوع عليها ...
لقد تحيز كثيرا للمرأة .. وقال أنه لا يوافق الزوج مطلقا على تفكيره في الزواج بامرأة أخرى ...
وكان كل تعجبي من رده .. أنه رجل .!!!
يا أستاذ عبد الوهاب ... لن أتحيز للمرأة لأني امرأة ... لكني أحكم بالحق .. والحق ، أنها مخطئة ...
إن كان الحب سببا يكفي لاتخاذ قرار الزواج ... فإنه ليس بالضرورة سببا كافيا لاستمرار الحياة الزوجية أو نجاحها أو تحقيق التوازن فيها ...
يجب أن تعي كل امرأة متزوجة من رجل طموح بصفة خاصة .. أنها ستحتاج للحفاظ عليه أن تكون دائما على مستوى طموحاته .. فإذا حلم ، تحلم معه ، وإذا كبر تكبر معه ، لا يجب أن تتركه وحده يحلم ويحقق أحلامه ، دون أن تكون هي جزءا من هذا الحلم ...
الاحتياجات مع الوقت تتغير وتختلف ، وتكبر معنا ... لسنا نكبر وحدنا .. ويجب أن تكون الزوجة على وعي كامل بما يحدث من تغيرات لاحتياجات زوجها ، ويجب أن تعرف متطلباته الجديدة التي يفرضها اختلاف الظروف ... يجب أن تكون دائما على استعداد لتعلم الجديد .. ويجب أن تعرف دائما كيف تحافظ على نفسها وعلى صحتها .. وأن تكون دائما على المستوى اللائق والمطلوب في كل أمورها .. حتى تكفي زوجها .. أو لا تلومن إلا نفسها ..
ويحدث كما حدث في قصتنا .. تحدث الفجوة .. وتتسع الهوة بين الزوجين .. ويصبح كل منهما غير قادر على التواصل مع الآخر ... أو لا يجد في الآخر ما يحقق له احتياجاته أو لا يكفيها ..
وهنا يجد أحدهما أو كلاهما نفسه بحاجة إلى طرف آخر يستطيع التواصل معه ....
سيدتي .. أنت المخطئة ... والمشكلة ، أنه أحيانا ما تكون أخطاؤنا أكبر من أن يمكننا تداركها .. فقد فات الأوان ...
هذا تنبيه لكل زوجة .. وكل امرأة مقبلة على الزواج ... كوني حذرة وتنبهي ..
هذا الرجل لم يخن زوجته ولم يخطئ في حقها .. بدليل أنه لا يريد تطليقها كما ذكرت هي ... وإنما هو يبحث عن من تستطيع أن تلبي احتياجاته الجديدة ، وتتكيف مع مجتمعه الجديد ..
وأنا أرى أن هذا حقه ..
هذا رأيي .. ولا أعرف إلى أي مدى يمكن أن يتفق أو يختلف معي الآخرون ... لكني أعتقد أن المسألة تحتاج إلى وقفة ، وتفكير عميق ..
أشكرك كثيرا يا أستاذ عادل على هذه الوقفة مع النفس .. والتي أحب كثيرا أن أنتهز الفرصة لاقوم بها من وقت لآخر وسط زحام الأحداث اليومية الصاخبة ..
تحياتي يا أستاذي الكريم أبو حبيبة