يا قرة العين يا كامل النور صلوات ربي التترى عليك ورحماته وتبريكاته
عذراً أني لم أصلي على آلك هاهنا !!
عذراً أني لم أسلم على صحبك هاهنا !!
عذراً لأني لم أحيي تابعيك هاهنا !!
فما بُغيتي هنا سواكم يا حبيب الله .. فعند ذكركم يصمتُ الكون والكل سواكم هباء !
فأنت أحب إلي من ولدي ووالدي والناس أجمعين
قلتها وأنا أشتهي أن تقول لي الآن يا (مؤازر) الآن !!
عجزتُ يا حبيب الله في ذكرِ مناقبكم أو خللكم ومن لا يعجز في حضرةِ الكمال ؟!
فسبحانـ من أيدك بجبريل !
:
:
من مثلك يا حبيب الله ؟!
من مثلك حاكماً ؟! من مثلك محكوماً ؟! من مثلك فارساً شجاعاً مقداما ؟! من مثلك أباً ؟!
من مثلك جداً ؟! من مثلك حنوناً عطوفاً ؟! من مثلك صاحباً ودوداً ؟! من مثلك ممازحاً صادقاً ؟!
من مثلك فقيراً صابراً ؟! من مثلك غنياً جواداً ؟! من مثلك عابداً متبتلاً خاشعاً أسيفاً ؟!
:
:
من مثلك حاكماً ؟!
فأنت خيرُ من حكم وأعدلُ من قسم فصلواتُ ربي عليك حين قلت للأعرابي الذي اتهمك بأنك لا تقسم بالسواسية بين الناس وحاشا طهرك أن يدنسه جهلُ أعرابي فقلت له متبسماً
(يا هذا إن لم أعدل أنا فمن) ؟!
:
:
من مثلك محكوماً
بين ظهراني المشركين وأنت تطيعُ لا رضوخاً وإنما طاعةً لولي الأمر
حتى عندما أخرجوك من أحب البقاع إلى قلبك خرجت قائلاً (ولولا أخرجوني منكِ ما خرجت) !
:
:
من مثلك فارساً شجاعاً مقداما ؟!
فأنت خيرُ من أمسك السيف .. وخير من ضرب في سبيل الله !
فحين تراجع القوم ومضوا القهقرى ثبتَ أنت يا حبيب الله
ضربت برجلك في الأرض قائلاً (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)
فإن كان الفخرُ سماوياً فأنت نبي الله فمن أشد منك فخراً ؟!
وإن كان الفخرُ أرضياً فأنت ابن عبد المطلب فمن أشد منك فخراً ؟!
يخبرنا عليٌ رضوان ربي عليه عن إقدامك فيقول
(كُنا إذا اشتدت الحرب وحمي الوطيس رأيتُنا نتحامى برسول الله) !!
وفي جنحِ الليل يسمعُ أهل المدينة صوتاً فيُفزعهم ويقلقهم ويقض النوم عن مضاجهم فيقومون فزعين وجلين
فإذا بهم يروك عائداً على فرسٍ غيرِ مسروج قائلاً لهم (لم تُرعوا لم تُرعوا) !!
:
:
من مثلك أباً ؟!
وأنت تقبلُ ما بين عيني الزهراء حانياً على فلذةِ كبدك !
وأنت تذرفُ الدموع قائلاً (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا)
وأنت تجلسُ مع الزهراء ومفتاحُ العلمِ في أول ليلةٍ يغلقُ عليهما فيها باب
فتنصحُ ابنتك أن تكون خير زوجة لخيرِ رجل ! وتنصح ابنُ عمك ليكون خير زوجٍ لسيدة نساء أهل الجنة !
وأنت تقول للناس من أغضب الزهراء أغضبني ! فهي بعضك !
وأنت تهامسها بأنك راحل فتبكي فتهامسها بأنها أول من يلحقك فتتبسم بل وتضحك لأنها لن تكون بمعزلٍ عن أبيها !!
:
:
من مثلك جداً ؟!
وأنت تخرج لسانك للحسن فيمصُ ريقك الشريف فيكفيه العطش !!
وأنت تحمله على ظهرك وتقول خيرُ فرسٍ لخيرِ فارس !!
وأنت تؤم المسلمين في الصلاة فيعلوك فتطيل حتى يمل هو فيقوم !!
وأنت تضمه وتشمه وتقبله وتقول هذا ابني !
:
:
من مثلك حنوناً عطوفاً ؟!
وأنت تُضربُ وتُسَبُ وتُشتم فتصبر على أذاهم لأنك تخافُ عليهم من نارٍ تلظى !
وأنت تقولُ لِمَلَكِ الجبال (دعهم فقد يخرجُ من ظهرانيهم من يعبد الله) !!
وأنت تقول لربك (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) !!
وأنت تشفقُ على العصفور فتقول لصحبك (من فجع هذهِ بوليدها) !!
وأنت تستمعُ للجمل الذي أتى إلى صدرك باكياً فتطلقه رأفةً به !!
وأنت تضمُ الجذع المئنون وتقول حسبك حسبك !!
:
:
من مثلك صاحباً ودوداً ؟!
وأنت تضم أبابكر وتقول هذا صاحبي !!
وأنت تقول للصحب (لا تُؤذوني في صاحبي) !!
وأنت تقول للناس (سدوا كل فرجةٍ في المسجد إلا فرجة أبابكر) !!
وأنت تقول للمسلمين (لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً) !!
:
:
من مثلك ممازحاً صادقاً ؟!
وأنت تقوم على رأسِ عليٍّ وتقول (قم أبا تراب) !!
وأنت تداعب أبا هريرة وتقول (أين أبا هر) !!
وأنت تضم زاهر وتقول (من يشتري هذا العبد) !!
وأنت تقول للعجوز (لا يدخلُ الجنة عجوز) !!
وأنت تقولُ للأنصارية (أزوجكِ الذي في عينيهِ بياض ؟) !!
:
:
من مثلك فقيراً صابراً ؟!
وأنت تربط الحجر على بطنك وتحفرُ مع الصحب الخندق !!
وأنت تسألُ أمنا هل لديكم من طعام فتقول لا فتقول إني صائم !!
وأنت تخرجُ في ظلمةِ الليل فتجدُ عمراً وتجدُ أبا هريرة فيدعوكم الأنصاري إلى بيته مستأنساً أن لديه حبيب الله ضيفاً !!
:
:
من مثلك غنياً جواداً ؟!
وأنت تقول للأعرابي أيعجبك ما بين الجبلين من أنعام ؟! فيقل إي وربي ! فتقول هي لك !!
وأنت تسأل عكرمة أتعجبك هي يا عكرمة ؟! فيقول إي نعم فتقول هي لك !!
وأنت تقدم لابن الطائي الوسادة وتتكئ أنت على الحصير !!
:
:
من مثلك عابداً متبتلاً خاشعاً أسيفاً ؟!
وأنت تقوم الليل فتقول لك عائش يا رسول الله رفقاً بنفسك فتقول أفلا أكون عبداً شكورا !!
وأنت تتفطرُ قدماك من القيام فيقول لك بلال يا قرة عيني قد غُفر لك ما تقدم وما تأخر فتقول أفلا أكون عبداً شكورا ؟!
وأنت تستفتح البقرة فيقول الصاحب يختم عن منتصفها ثم يقول عند آخرها فتستفتح ما بعدها وهكذا مترنما بكلام ربك !!
وأنت في عالمٍ سماوي فيقول لك الصاحب هممت بأمرِ سوء يا رسول الله فتقول له وما ذاك ؟! فيقول هممت أن أجلس !!!
:
:
يا قرة عيني يا حبيب الله
غزاني الشجن وشدني الحنين وأبكاني الفراق !
ربما لأني أشدُ ما أكون لرؤيةِ محياك وبسمةِ ثغركَ الوضاء !
ربما لأني قرأتك روحاً فتملكتني الروح حتى فاضت العين !
وربما وربما
فاللهم أقر أعيننا برؤيةِ الحبيب