ثم الحلقة ثانية ....
-----------------
حينما أثرت هذا الموضوع .. كان عقلي يلج بأفكار شتى ... وتحيرت كثيرا من أين أبدأ ...
فحينما نتحدث عن أصول الأشياء .. فنحن نعني كل ما يصادفنا في حياتنا اليومية بلا استثناء ..
فكان الاختيار صعبا ..
فحاولت وضع بعض القيود والشروط التي تسهل على الاختيار لموضوع البداية ...
فمثلا ..
رأيت أن يكون موضوع البداية عاما وليس خاصا .. أي يعنى بجميع الفئات وليس بفئة بعينها دون الآخرين ...
فيكون عن شيء يقوم به الجميع دون استثناءات ...
وبالتالي .. يكون شيئا جاذبا لانتباه واهتمام العامة .. ويكون على درجة كبيرة من الأهمية لدى الجميع ..
ويكون أيضا واضح المعالم .. أي أن يختص بممارسة واضحة ومعروفه للجميع وليس فيها لبس أو غموض أو شيء من الجدل ... حتى تتضح فكرة الموضوع بشكل أفضل ..
ولهذا آثرت أن أبدأ بموضوع :
أصول البيع والشراء ...
وأرجوا أن أكون قد وفقت في الاختيار ..
الموضوع الأول :
البيع والشراء من منا لا يبيع أو يشتري ؟؟؟!!!
أظن ... لا أحد ...
قد يفضل المشتري أن يتعامل مع تاجر أو بائع بالتحديد دون غيره ...
وقد يفضل البائع أن يتعامل مع مشتر أو ( زبون ) دون غيره ...
ترى ما السر ؟!!!
عندما تتعامل في الأسواق ... قد تأخذ بعض الانطباعات .. عن بائعين ، أو مشترين ... ولو لم تكن تعرفهم .. من مواقف كثيرة قد تمر بك .. قد تعجب بهذا .. وقد تنتقد ذاك ... ولعلك لا تتوقف كثيرا عند الأسباب ... إنما قد تجد فقط أن هذا يتوافق أو يتناقض مع معتقداتك الخاصة وما تعودت عليه عند تعاملك مع السوق .. وهذا هو كل شيء ....
وقد يحدث أن ترى صديقا أو قريبا بشكل مختلف تماما عن صورته المرسومة في ذهنك .. حينما تراه يبيع .. أو يشتري ..
لماذا ؟!!!!!!!!!!!!!
لنبدأ معا رحلة البحث عن الإجابات ... في السطور التاليات ...
1- روى البخاري و ابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى).
سمحا .... !! هل أنت من هؤلاء؟؟؟
سمحا في الأصل من سمح .. وسمح في اللغة تعني فعل شيئا فسهل فيه .. والمسامحة تعني التساهل ..
كما أن السماح يعني الجود أيضا ...
وهذا يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يوصينا بأن نكون متساهلين ميسرين عند البيع والشراء ... جوادين بعطائنا وكرماء ...
فكيف نكون كذلك ؟؟
حينما نتحدث عن الكيفية .. فنحن بالتأكيد نعني القواعد والضوابط .. المسموحات والممنوعات .. الممكنات والمحاذير ..
وهنا يجب أن نتوقف قليلا لنعقد تلك المقارنة بين ما هو كائن .. وما يجب أن يكون ..!!
الوقفة الأولى ...
الشراء ..
وأتساءل هنا ..
لماذا حينما يدخل البعض على محل ما يلقي بالسؤال .. بكم هذه ؟ دون أن يبدأ بالسلام على صاحب المحل ؟!!
هل هذا من سماحة الإسلام ؟!!!
قال صلى الله عليه وسلم ..:" لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا .. ولن تؤمنوا حتى تحابوا .. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " ..
فرق كبير بين ذلك الذي يدخل المكان ويسلم على من فيه .. وذلك الذي يدخل ولا يلقي السلام ..
والمسألة لن تكلفك شيئا .. لكنها ستمنحك الكثير ..
لماذا لا يصبر البعض لحين انتهاء البروفة ويبدأ بنهر العاملة وتوجيه الكلمات الجارحة بصوت صاخب ..:" أنا بقالي كتير واقفة عشان أقيس مش معقولة كده" !!! وننسى أنه ليس ذنب العاملة عدد البروفات المحدود في المحل !!! هل هذه سماحة في التعامل مع العمال المساكين ؟!!
الصبر الصبر ..لماذا لا يتصرف هذا الشخص بشكل أكثر سماحة ويحسبها بشكل آخر .. لو دخلت أولا سيكون هناك طابور طويل في انتظاري .. وسأكون متعجلا في القياس .. ولن يكون لدي وقت كاف للتأكد مما أريد ..
بينما إذا انتظرت قليلا .. سيكون عندي فرصة أفضل للتأكد والاطمئنان مما أريد شراءه قبل أن أشتريه ..
فإذا يكون الانتظار والتأخير ميزة وليس عيبا ..
وإذا كنت متعجلا .. فلماذا تتصرف بعنف وتغتصب دورا أمام البروفة .. في حين أنك ببساطة شديدة .. ممكن تستأذن .. وصدقني .. سيكون الناس سعداء جدا بإحساسهم أنهم قد أسدوا لك معروفا وأدوا لك خدمة .. برضاهم الكامل ورغبتهم التامة .. حينما يمنحونك دورهم ..!!
كن سمحا فأذن واستأذن ..
لماذا لا يصبر البعض عند شراء طلب الفول أو الطعمية أو في طابور العيش ويقفون متأففين ومتضررين من تأخر دورهم في تجهيز الطلب ويتعجلون البائع متجاهلين كل الواقفين المنتظرين مثلهم .. ؟!! أو متمسكين بدورهم ( الهام جدا ) رغم وجود رجل مسن أو امرأة عجوز ضمن الواقفين في صفوف الانتظار ؟!!! هي الدنيا حاتطير ؟! وللا هم على راسهم ريشة ؟!!!!!!!!!!!!!!
فقط لو فكر كل منا في أنه في يوم ما سيكون عجوزا قد لا يجد من يقضي له حوائجه .. وسيضطر للقيام بذلك بنفسه .. فإنه سيتمنى ساعتها لو أن الآخرين صبروا عليه ، أو منحوه دورهم لأنه لا يقوى على الوقوف...
عامل الناس بما تحب أن تعامل به .. وتذكر قول رسولك الكريم :" خالق الناس بخلق حسن " ولا تنس أبدا أنك كما تدين ... تدان ..
-----------------------------------حتى هنا كان ما نشرت سابقا ....
والبقية تأتي ان شاء الله ...
تحياتي للجميع