مجد محمد عضو ذهبى
عدد المساهمات : 648 نقاط : 925 تاريخ التسجيل : 19/10/2009 العمر : 47
| موضوع: شاعر النيل الجمعة يناير 15, 2010 4:01 pm | |
|
شاعر النيل 00 وعاشق الفصحى 00 ذ والموهبة الصادقة
عرفه الناس بأنه ( شاعر النيل ) ربما لحبه وعشقه لمصر ولشعب مصر ، مع ما يعنيه هذا اللقب من وطنية جارفة وحس عال بالمسؤولية تجاه وطنه وأبناء شعبه ، لكن هذا لا يعني انه كان إقليميا قط ، فأشعاره تبين التزامه بعروبته و حرصه على النهضة والتحرر من التبعية الغربية والاستعمار ، مع حبه الشديد وولعه باللغة العربية ( الفصحى ) و حرصه الواضح على عمود الشعر العربي وبحور الفراهيدي ، فجاء شعره غاية في الفصاحة ، كل هذا بغلاف رائع من الصدق والشفافية في التعبير 0
كان شاعرا صادقا بحق في وصفه لهموم قلبه ، ولأماني شعبه وتصويره لمساؤى عصره ، ولذلك ليس من الإنصاف أن نقول بأنه شاعر النيل فقط فهو أيضا فارس الفصحى وشاعر الموهبة الصادقة 0
بعد كل هذه المقدمة لم يعد خافيا على احد انه الشاعر ( محمد حافظ إبراهيم ) 0
نشأته وحياته
ولد شاعرنا في ( ديروط ) من مديرية أسيوط سنة 1870 م ، , ولما بلغ السنتين من عمره توفي والده فقيرا في ديروط ، فانتقل مع والدته إلى القاهرة وعاش هناك في كنف خاله ، درس أولا في ( المدرسة الخيرية ) ثم في مدرسة المبتديان وأتم دراسته في ( المدرسة الخديوية ) وانتقل بعدها مع خاله إلى طنطا وقضى فيها بضع سنوات ، كانت من اشد أيام عمره وأكثرها صعوبة ووحشة ، فقد عاش حينها في غمة اليأس ومرارة اليتم وشدة العوز ، فكان يائسا محبطا قانطا بعيشه متأففا ممن حوله ، متجنيا على الأقدار ، وربما أن ولعه بالكتابة والقراءة وقرض الشعر ساعداه على تحمل وحشة الفراغ وضيق العيش ، عمل لفترة في مكاتب المحامين وبرع في عمله إلى أن ابتسمت له الأيام وسنحت له الفرصة لدخول ( المدرسة الحربية ) وتخرج منها ضابطا ، عين بالشرطة حينا ً ثم أعيد للجيش وكان من عداد الضباط الذين شاركوا في حملة السودان بقيادة الانكليزي ( كتشنر ) وهناك عاد للتمرد مرة أخرى لشعوره بالظلم ، فكان يلح في نقله إلى مصر ، ولما يئس ثار مع بعض الضباط عام 1899 ، فحوكم وأحيل إلى التقاعد ، عاد بعدها لحياة الاضطراب ، وقضى أيامه متنقلا بين المقاهي والمجالس يعيش حياته ليومه وربما لساعته فلا غاية لديه ولا أمل إلى أن لزم مجلس الإمام ( محمد عبده ) ينتفع بجاهه ويخالط النخبة المثقفة وأهل الحكم والجاه بعذب حديثه وشعره الرقيق , واستمر على هذه الحال حتى عينه ( احمد حشمت باشا ) وزير المعارف آنذاك في القسم الأدبي بدار الكتب المصرية وما لبث أن أصبح وكيلا لها وظل في منصبه حتى تقاعد عام 1932 م وانتقل لجوار ربه في السنة نفسها 0
والجدير بالذكر أن حافظ عاصر شوقي وبايعه على إمارة الشعر في حفل شهير , وتوفيا معا في السنة ذاتها 0
حافظ الشاعر الأديب : عاش حافظ ابنا ليومه وساعته كما ذكرنا , ففي حين تهافت الشعراء على قصر الخديوي و خلفاء الأستانة ( اسطنبول ) , نظم حافظ شعر المديح في الخديوي عباس والسلطان عبد الحميد , ولدى اتصاله بالإمام محمد عبده ومعاشرته لرجال الحكم قال الشعر في رثاء الملكة فيكتوريا وتتويج ادوارد السابع ملكا على بريطانيا , معبرا عن الثقافة السائدة آنذاك في محاولة للتقرب منهم 0 لكنه وفي غمرة الحراك الوطني عاد للشعب (و بإخلاص صادق ) فخالط العامة وزعماء الأمة وتبنى مواقف ( مصطفى كامل ) فجاء شعره قويا ً صادقا ًمعبرا ً عن آمال مصر وشعبها وعن تطلعاتها في التحرر من التبعية والاستعمار , فكان لشعره وقعا ً قويا ً على الشباب وعامة الشعب حتى لقب بشاعر النيل 00
و لعل من غرائب شعره وأكثرها روعة تلك القصيدة التي قالها على لسان اللغة العربية معاتبة ً الشعب العربي على إهمالها وسعيهم وراء اللغات الأجنبية :
******************** ******************** *****************
رموني بعقم ٍ في الشبابِ وليتني عقمتُ فلم اجزع لقول ِ عداتي
ولدتُ ولما لم أجد لعرائســـــي رجالا ً وأكفاءَ وأدت ُ بناتـــي
وسعتُ كتابَ اللهِ لفظا ًوغايـــة ً وما ضقتُ عن أي ٍ بهِ وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ وتنسيقُ أســـماءٍ لمُخترعــاتِ
أنا البحرُ في أحشائه الدر كامن ٌ فهل ساءَلوا الغواصَ عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسـني ومنكم وإن عز الدواء أســـــاتي
فلا تكــلوني للزمــــان فإننـــي أخاف عليــكم أن تحــينَ وفاتــي
أرى لرجال الغرب عزا ًومنعة ً وكم عـــزَ أقـــوامٌ بعـــزِ ُلغـــاتِ
أتـوا أهلـها بالمعجــزات تفننـــا ً فيا ليتــكم تـــأتـــون بالكـلمــــات ِ
******************** ******************** ******
ومن روائع قصائد ه الوطنية ( مصر تتحدث عن نفسها ) يقول في مطلعها :
******************** ******************** ******
وقــف الخــلق ينظرون جميعــا كيف ابني قواعــد المجــد وحـدي
وبناة الأهرام في ســـالف الدهر كفـــــوني الكــــلام عن التحــــدي
أنا تاج العلا في مفـرق الشــــر ق ودراتــــــه فرائــــــد عقـــــدي
إن مجدي في الأوليـات عريـق من له مثـل أوليــــاتي و مجـــــدي
أنـا إن قــدّر الإلـــه ممــــــاتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعـدي
******************** ******************** ******************** ********** وختاما ً 00 فبعد رحيل اساطين شعر النهضة ( احمد شوقي و حافظ ابراهيم ) 00 مازالت الساحة الشعرية خالية بإنتظار
من يرث هذين العملاقين 00 !!! | |
|
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |