أستاذي الفاضل .... جزاك الله خيرا على التحذير الهام ..
ولكن اسمح لي أن أختلف معك في نقطة نشر هذه الرسالة .. واسمح لي بالتوضيح ..
================================================================================
الاستاذه المبجلة : نور
بعد التحية
من ضمن ما تعلمته من الامريكان أمران لعلهم يكونوا عضداً لك فى ردك المهذب ( وإن أختلفنا) الأول : قالوا لامريكان لنا فى علم الادارة لو أن الرئيس ونائبه اتفقا على أمر واحد فلابد الاستغناء عن أحدهم ـ وأعتقد بدون شرح وصل لك المعنى ـ وها أنت تثبتين ذلك من خلال عبارة وإن اختلفنا والآن دعينا نتفق على ما ذكرتية ونبهتى اعضاء المنتدى للوقوع فى فى فخ الدعاية المجانية بدون قصد .
أما ثنيا : وللإنصاف ايضاً حضرتك صيغتى عباراتك بشكل مميز ودقيق ، الامريكان عندما يخططون لفعل معين ينشروا الخبر اولاً ليتحدث فيه الجميع ويقيسون فيه رودود الافعال وعندها تصبح الاشاعة واقع حقيقى يجب التعامل معه .
فتحية لحضرتك ملؤها الفخر بحسن ردك واهتمامك وتنبيهك لى ولغيرى فجزاكى الله خير الجزاء .
واليك هذا الموضوع عجبنى وأنا اتصفح النت فأردت تدوينه وفقط .
التضليل في صناعة الخبر
ذياب فهد الطائي
يتفق الباحثون في تعريف الخبر على انه وصف لحادثة ،غير انهم يضعون هذا التعريف في قوالب تشكيلية مختلفة لتأكيد هوية كل منهم ،
ويعتقد بعض الباحثين وهم يعرفون الخبر بانه (جمع الحقائق عن الاحداث الجارية ) ومن هؤلاء الصحفي نيل ماكنيل ، ولكن الحقيقة الموضوعية التي تواجهنا ونحن نستمع او نقرأ هذا الكم الهائل من التدفق الاعلامي ، تشير الى ان مايذهب اليه ماكنيل يقع في (منطقة ) مثاليات العمل الاعلامي ، وان مهنة الاعلام تخضع لأعتبارات اخرى ليس اقلها تأثيرا انه يبحث عن رجل عض كلبا كما يقول اللورد نورثكليف في بحثه المنشور عام 1865 وقد لانجد حرجا اذا ما قلنا ان الاعلام مايزال في موضوعة صناعة الخبر يدور في مربع الجريمة والجنس والمرأة والمال ، هذا المربع الذي قد تكون احدى زواياه السياسة
كما يركز الباحثون على ان الخبر يتضمن عادة الاجابة عن ستة اسئلة هي (ماذا ، متى ، أين ،من ،كيف ، لماذا )
ولنقل خبر وقوع انفجار في مكان ما ، يصاغ الخبر (استشهد ثلاثة اشخاص ""ماذا "" امس ""متى "" في سوق شعبية ""اين "" بسبب انفجار ""كيف "" عبوة ناسفة موضوعة في كيس قمامة ""لماذا ""
ومثل هذا الخبر ربما هو حقيقة ينقلها رجل الاعلام بموضوعية وهو خبر قد يقع في اية لحظة في المناطق الساخنة من العالم ولكن التفصيل الذي يلي الخبر هو الذي قد يتضمن عنصر التضليل المقصود والذي يبعد رجل الاعلام عن مهام عمله كناقل امين للحادثة باعتباره مكلفا بهذه المهمة ،فمن اجل الايحاء الى المتلقي بان جهة ما هي التي وراء التفجير ، فانه يذكر "" ومن المعروف ان الخلافات السياسية بين اجنحة التيار الفلاني قد وصلت الى مستويات اللاعودة ، او ان يذكر : وقد شوهد قبل وقوع الانفجار بدقائق رجلا يرتدي ملابس الشرطة وهو يحمل كيسا من البلاستك في منطقة الانفجار
هذا بالطبع في حالة وقوع الحدث حقيقة ، ولكن رجل الاعلام قد يلجأ الى تضخيم عدد الشهداء او الجرحى مستفيدا من تلكؤ الاعلام الرسمي في نشر الخبر أو من تضارب التصريحات التي يدلي بها المسؤولون ، والهدف هنا قد يكون ، نشر البلبلة في صفوف الجمهور او لجذب انتباه المتلقين (الأثارة )
ولكن الخطورة الاكبر تكمن في فبركة الخبر ، ويمكن تشخيص الفبركة التي يقوم بها اعلامي محترف عن تلك التي يقوم بها اعلامي في مراحله الاولى ، فالأول يستفيد من حقيقة جزئية يبني عليها خبره مما يضفي بعض المصداقية على المعلومات التي يرغب في تمريرها عكس الثاني الذي لايهتم بهذه الجزئية
ومن المعروف ان عبارات مثل : (ذكرت المصادر) أو( وصرح مصدر مسؤول) أو( وقال شهود عيان) ، كلها عبارات غير مطمئنة ولا توحي بالثقة، وتكثر هذه المنطلقات في اخبار السياسة التي تعرضها صحيفة ايلاف الالكترونية رغم انها تتمتع بحرفية عالية واحيانا بمهنية في عملها وربما يعود لجوء بعض كتابها الى اختلاق تفسيرات من هذا القبيل الى خلفياتهم السياسية والفكرية
كما ان التضليل قد يقع في طريقة عرض مانشيت الخبر بهدف تشويق المتلقي الى متابعة الخبر ،ففي احدى الصحف العراقية ورد العنوان التالي بالخط الأحمر العريض :
زيادة كبيرة في رواتب المقاعدين
ولكن تفاصيل الخبر على الصفحة الثالثة جاءت كما يلي :
ذكرت مصادر وزارة المالية انه يجري بحث زيادة رواتب المتقاعدين ومن المؤمل صياغة نص القانون الخاص بذلك خلال الأشهر الثلاثة القادمة
وقد يقع التضليل حينما تقوم الاجهزة الاعلامية بالتركيز على حدث جانبي او تختلق هي حدثا ما وتعرضه باساليب مثيرة للأهتمام وتتجاهل حدثا مهما بقصد صرف انظار المتلقين عنه ، وهذا يقع كثيرا لأسباب سياسية متنوعة ويكثر هذا النوع من التوجه الاعلامي في صحف الحكومة او الموالية للسلطة
كما ان من اساليب التضليل التلاعب في صيغة الخبر لغويا او عن طريق حذف بعض العبارات او تقديم بعضها على البعض الآخر على نحو يبدو عفويا وقد لاينتبه اليه المتلقي غير المختص ، وفي هذا الصدد يمكن الاشارة الى ماتقوم به بعض القنوات الفضائية العربية كالشرقية والفرات والجزيرة
ان تغيير الكلمة من صيغة الفاعل الى صيغة المفعول به قد يغير معنى الجملة بالكامل فالسياق اللغوي يعطي مدلولا مغيرا في مثل هذه الحالات ، وربما نتذكر الحجة التي تم الحكم بموجبها على المتصوف الكبير (الحلاج) الذي كان يمشي في الأسواق وهو ينادي :إتقوا الله (بفتح لفظ الجلالة ) في دمي ، ولكن الوزير نقلها للخليفة :إتقوا الله (بضم لفظ الجلالة ) في دمي ، وبالطبع اختلف المعنى كلية واتهم الحلاج بالزندقة واعدم وقيل
:بين الفتح والضم أعدم الرجل