قرة العين
عبارة نسمعها كثيراً ولكن هل سبق أن فكرنا بمعناها ومدلولها؟ لنقرأ...
تردد ذكر كلمة ( قرة عين ) في القرآن في أكثر من موضوع فهل سأل أحد منا نفسه عن معنى قرة العين؟
قال العلماء إن ( قرة العين ) إنما هي مشتقه من استقرار العين وكثيرا ما قورنت في القرآن بالنعيم وذلك لأن من أعظم نعم الله على العبد أن يرزقه باستقرار عينه وهذا يدل على مدى استقرار قلبه ومدى شعوره بالأمن والطمأنينة لاسيما أن العين بوابه القلب.
فأنت إذا ما استقرت عينك استقر قلبك لا محالة.
وأنت إذا نظرت إلى عينك وقلبك من ينام منهما قبل الآخر؟
فالعين تنام قبل القلب حيث أن القلب لا يستطيع النوم والعين مفتوحة وهذا مما يدل على أن استقرار العين تدل على استقرار القلب.
إن قرة العين رؤية ما تقرَّ به العين يقال: أقرَّ الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقرَّ عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى ما فوقه.
وقيل: هي من القرّ أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شؤون عينيه دمع بارد والمحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار.
و في القرآن آيات كثيرة عن قرة العين منها:
(وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه)
(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) سورة السجدة آية 17
يقصد بها برودة العين وهذه تحصل من شدة السعادة.
تقال هذه العبارة فيما يرضي ويسر.
ويقال فلان في قرة من العين. يعني في رغد وطيب.
وقرة العين نبتة مائية تنبت في الجداول والمنافع وتزرع. والله أعلم.
قرة العين هي دمعة الفرح ..
وقرة العين نبتة مائية تنبت في الجداول والمنافع وتزرع. وهى نبات فيه عطرية من جنس البقل وفيه ملاسة. يفوح فم آكله من طيب رائحته، وهو عند أهل مصر وصقلية والإسكندرية من بقول المائدة .منابته في المياه الراكدة العائمة .
قُرَّة العين
يقال: قَـرَّ يومنا يُقِرُّ قُرة، ويوم قَر بالفتح أي بارد وليلة قرة
وأردت بالحر والبرد الكناية عن الأذى،فالحر عن قليله والبرد عن كثيره
ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق: فلما أخبرته خبر القوم وقررت،
قررت أي لما سكنت وجدت مس البرد.
ومنه حديث ابن مسعود قاروا الصلاة أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا وهو تفاعل من القرار.
وفي حديث عمر قال لأبي مسعود ألبدري: (بلغني أنك تفتي ول حارها من تولى قارها) جعل الحر كناية عن الشر والشدة والبرد كناية عن الخير والهين والقار فاعل من القِر البرد أراد: ول شرها من تولى خيرها وول شديدها من تولى هينها .
ومنه حديث الحسن بن علي في جلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى
قارها وامتنع من جلده .
وفي حديث الاستسقاء: ( لو رآك لقرت عيناه ) أي لسر بذلك وفرح
وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح والسرور باردة،
وقيل معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره.
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
ورد في تفسير القرطبي لـهذه الآية :
أن الإنسان إذا بوركَ لهُ في ماله وولده قرَّت عينه بأهله , وعياله ..
حتى إذا كانت عنده زوجة اجتمعت له فيها أمانيه من جمال و عفَّة , و نَظَر , و حوطة .... أو كانت عنده ذُرية مُحافظون على الطاعة , معاونون له على وظائف الدين والدُنيا و لم يلتفت إلى زوج أحد ولا إلى ولده فتسكن عينه عن المُلاحظَة , ولا تمتد عينه إلى ماترى , فذلك حين قُرَّت العين , و سكون النفس .
وفي تفسير البغوي ج3/ص379
يعني أولادا أبرارا أتقياء يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعيننا بذلك.
قال القرطبي ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل.
وقاله الحسن ووحد القرة لأنها مصدر وأصلها من القر لأن العرب تتأذى من الحر وتستروح إلى البرد.
وتذكر قرة العين عند السرور وسخنة العين عند الحزن ، ويقال دمع العين عند السرور بارد وعند الحزن حار.
وقال الأزهري معنى قرة الأعين أن يصادف قلبه من يرضاه فتقر عينه به عن النظر إلى غيره . أسألُ الله أن يرزقني وإياكم قُرَّة الأعين ..