[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توجهت حدث سورية لمنزل الطفلة ومكان الجريمة والمشفى التي تعالج به الطفلة وقسم الشرطة أيضا لأجراء تحقيق أوسع وأشمل عن هذه الجريمة التي لا تمت للآدمية بصلة
وقد بدأنا من منزل الطفلة في منطقة الحيدرية بحلب حيث تم لقائنا مع والدها ومجموعة من الأقرباء في جو لم يخلو من الحزن الممزوج بتوتر غريب وفي بداية حديثنا عن ملابسات الحادثة بدء الحديث والد الطفلة وقد لاحت في أفق عينيه معان كثيرة من حزن وانكسار إلى قوة للانتقام يعانقون دمعة في ثنايا عينيه ابت ان تنزل على خديه طيلة حديثنا معه
وعن بدايته مع هذه المأساة بدأ قائلا :
ذهبت أنا وزوجتي و طفلتي إلى صالة الزيزفون للأعراس على طريق المنطقة الصناعية بجانب السكن الشبابي وهذه المنطقة قريبة من منطقة سكننا الحيدرية وذلك لحضور حفل زفاف لأقرباء لنا ,وخرجت أنا إلى صالة الرجال وتوجهت زوجتي بصحبة الطفلة إلى صالة النساء ,أما طفلتنا فكانت تارة عند أمها وتارة أخرى عندي أو أمام الصالة تلعب مع الأطفال, كون الصالة تقع بمنطقة خالية بعيدة عن أبنية السكن وعن السيارات, تحيطها فسحات ترابية كبيرة ,وبعد حوالي الساعتين من وجودنا بالحفل أي الساعة الثانية عشر ليلا أرسلت لي زوجتي تسألني عن ابنتي التي كانت قد طلبت من والدتها بعض النقود لشراء زجاجة كولا(كازوزة) فأرسلتها زوجتي إلي لأخذ النقود .
ولكن بعد أن لاحظت تأخرها أرسلت إلي خبر فقدانها
وبعد أن وردني هذا الخبر بدأنا البحث عن الطفلة ولكن دون جدوى حينها توقف الحفل وبدأ الجميع يبحث عنها وأثناء بحثي عن الفتاة شاهدت أربعة شبان جالسين على كراسي على زاوية الصالة ,
ومن بينهم ابن مالك الصالة ,فسألتهم لأكثر من مرة فيما إذا كانوا قد شاهدوا الطفلة أم لا؟ كون الصالة بمكان بعيد عن السكن ,وكان بجانب مكان جلوس الشبان مساحة من الأرض يوجد فيها أكوام تراب وبعض من أنقاض البناء بالإضافة إلى عدد من الأشجار والمكان مظلم فاتجهت باتجاه هذه البقعة, فنادوني وأكدوا لي بأن الطفلة لم تذهب إلى هناك, وان كانت قد ذهبت لكانوا شاهدوها, وبنفس اللحظة قام احدهم وترك الجلسة حينها,وعدت لأبحث عنها في مكان آخر على الطريق العام باتجاه منزلنا ,وهنا بدأت جموع المدعوين تغادر المكان وبقي المقربون للبحث معي ومع أمها إلى أن شاهدت إحدى قريباتي الفتاة تأتي من ذلك المكان المظلم من بين بقايا الأتربة وهي بحالة سيئة جدا وهنا بدأت قريبتي تنادي علينا واقتربت منها وحملتها وكانت الطفلة تنزف الدماء والدموع, وملابسها ممزقة وكانت الأتربة والقمامة على كافة أنحاء جسمها ,وتم الاتصال بي وأعلموني بأنهم وجدوها ,فعدت على الفور إلى مكان الصالة ولم أجدهم لأنهم كانوا قد توجهوا إلى المنزل ,فتوجهت على الفور إلى المنزل وصدمت بما رأيت , فقمنا على الفور بإسعافها إلى مشفى الرازي فلم يستلموها, فتوجهنا بعدها إلى المشفى الجامعي وكذلك الحال لم يستلموها, فقمنا بالاتجاه إلى مشفى الكندي فلم يستلموها أيضا, وتم تحويلنا إلى مشفى الباسل وبعد ذهابنا تم تحويلنا أيضا إلى مشفى التوليد بمنطقة الرازي وعندما وصلنا إلى المشفى تم اتخاذ إجراء الفحص المبدئي وإجراء تصوير شعاعي لتشخيص الحالة, وقاموا ببعض الإسعافات الأولية البسيطة من تضميد وتطهير, وقد اقتصرت الإسعافات بهذا المشفى على ذلك, لحين تحويلها بعد تسعة ساعات تقريبا إلى مشفى الأطفال التخصصي حيث قاموا فورا بإجراء عمل جراحي لا اعرف اسمه بالضبط وفي الساعة الثامنة من مساء اليوم التالي قاموا بعمل جراحي آخر .
ومن بعدها علمت بأن الشرطة قد ألقت القبض على الفاعلين, والصدمة الكبرى كانت بأنهم هم نفس الشبان الذين كانوا يجلسون بقرب الصالة عند سؤالي لهم عن الطفلة أثناء فقدانها وقد قاموا بلفت نظري عن المكان التي توجد به الطفلة وهو على بعد عشرة أمتار فقط من مكان جلوسهم.
وهنا توقف عن الحديث لوهلة من الزمن ثم تابع كم أتمنى لو عرفتهم في تلك اللحظة لكنت أثلجت نصف قلبي بقتلهم فقمت بسؤاله لماذا نصف قلبك
وكان جوابه لان نصف قلبي سيبقى ينزف طوال العمر على ما حصل لابنتي فأذيتها ليست جسدية فقط بل نفسية واجتماعية وقد تأذيت أنا أيضا فقد مس شرف ابنتي وانتهك عرضها وهذه الحادثة ستلازمني أنا وابنتي وعائلتي طوال العمر حتى مجتمعنا لن ينساها
وبسؤالي له هل تريد توجيه كلمات أخرى فجاوبني قائلا : اشد ما أتمناه بأن يعدم المجرمين على الملأ ليكونوا عبرة لغيرهم وبأن لا يحاكموا باعتبارهم قاصرين
لان أعمارهم ليست تحت السن القانونية كما ادعوا,و لأننا معتادين أن نسجل أولادنا بعد عدة سنين من ولادتهم والكثير من أبناء المناطق هنا لم يسجلوا بعد أي ما نسميه نحن (مكتومين) وأطالب الجهات المسؤولة بتشكيل لجنة لتقدير أعمارهم الحقيقية علما ان أحدهم متزوج منذ عدة شهور
وبعدها أضاف : وفي حال عدم الحكم عليهم بالإعدام لا يمكن أن اتركهم ولو بعد سنين فسوف اقتلهم بيدي
وعند هذا الحد انتهى الحديث في منزل الوالد وغادرنا المنزل برفقة الوالد إلى مشفى الأطفال التخصصي مكان وجود الطفلة, وأثناء توجهنا إلى هناك سألنا والدها عن وضعها الحالي وان كانت قد بدأت بالكلام, فرد بحسرة كبيرة لا يوجد على فمها سوى كلمة (امو تبيع كازوز) وتابع كلامه قائلا زوجة صاحب الصالة وهي والدة احد الجناة تبيع العصير والكازوز داخل الصالة .
الوضع الطبي العام مع التقارير الطبية
مشفى الأطفال التخصصي
وعند وصولنا إلى مشفى الأطفال التخصصي واستعلامنا عن الوضع الصحي للطفلة فتم إعلامنا من قبل إدارة المشفى بما يلي :
عند وصول الطفلة إلى المشفى قام الطبيب أمير نسيمه باستلام الحالة وقد قام بأجراء عمل جراحي فوري هو ومجموعة من طاقم التمريض, واشرف أيضا على العملية الطبيب منير عروق, وعن هذا العمل الجراحي تحدثنا إلى رئيس قسم الأطباء الطبيب منير عروق ووصف لنا الحالة بما يلي: فور وصول هذه الحالة
تم إجراء عمل جراحي يسمى (كولوستمي) لتغيير مجرى البراز, كون المجرى ممزق لدرجة كبيرة مع المصرة الشرجية, وبعد خروجها بأربع وعشرون ساعة قمنا بعمل جراحي آخر, وتم الاستعانة بالطبيب أحمد قضيب البان أخصائي نسائية كون هذه الحالة نادرة ولم يتم تعرضنا إلى مثلها من قبل وكانت العملية عملية ترميم (ترقيع) المهبل الذي وصل التمزق به حتى المعدة
وعن سؤالي له عن وضعها الحالي وهل من إمكانية لان تكون أما بالمستقبل أجاب: لحد الآن لا يمكن التكهن بوضعها الحالي لعدم مقدرتنا حتى من فحصها سريريا أو تنظيريا لشدة التهتك الموجود بالمناطق التناسلية و الأنتانات الشديدة فبعد هذه العمليات
لا يسعنا سوا الانتظار لتلتئم جروحها ويستقر وضعها الصحي لنتمكن من التشخيص , وبسؤالي عن احتمال حاجتها إلى عمل جراحي آخر تابع قائلا :
من المؤكد أنها ستحتاج إلى أكثر من عمل جراحي واحد ولكن لن يكون بالوقت الحالي بل ستحتاج لمدة شهر إلى الشهرين لاستئناف العمل الطبي ,وذلك لحين استقرار وضعها الصحي لان الجراحة التي تمت لها كبيرة وعلى عدة أماكن فيجب
علينا العلاج بالخطوات وكل خطوة بعد نهاية سابقتها بشكل تام
التقرير الطبي
أما عن تقرير الطبيب الشرعي وتقرير مشفى التوليد فكان كما يلي :
من الناحية التناسلية تبين وجود تمزق المهبل من الناحية السفلية يصل حتى المعدة وباتجاهين عند المستوى س5 و س7 مع وجود حالة انتانية شديدة المستوى وتمزق تام بغشاء البكارة
ومن الناحية السفلية
ووجود كدمة رضية وتورم شديد بالصدر الأيسر والخد الأيسر واجفان العين اليسرى وكدمة على الخد الأيمن مع احمرار صيوان الأذن الأيمن مع وجود حالة نفسية ذات منشأ رهبي
أما عن تقرير مشفى التوليد
بناء على الفحص والصورة تبين وجود تمزق من الدرجة الثالثة مع تمزق المعصرة الشرجية عند الساعة 12 تقريبا
وهذا ناجم عن إدخال جسم غائظ كالقضيب أو ما شابه في منطقة الفرج
غرفة الطفلة
وبعد الاطلاع على الوضع الطبي اتجهنا إلى غرفة الطفلة , هذه الطفلة التي كانت في مسرح الجريمة ولكنه مسرح بلا أبطال وعندما دخلنا غرفتها كانت الطفلة ممددة على السرير وهي بكامل وعيها ووالدتها تجلس على كرسي بجانبها وبدت علامات الانكسار على والدتها أكثر من الطفلة, أما الطفلة فكانت بحالة من الرعب ممزوج بالتوتر الهستيري لدرجة خوفها من لمس والدها لها وكانت نظراتها تراقبنا بخوف وكأنها تجرم بني البشر جميعا بدون استثناء فماذا ننتظر من طفلة قد سلب منها كل شيء براءتها وعفتها وصحتها وطفولتها وحتى مستقبلها ومن المحتمل حتى أمومتها مستقبلا, وقد تذوقت ألما لم يتذوقه حتى سجناء الغوانتنامو
فصدقوني من يراها بهذه النظرات يشعر بأنه المسؤول عن هذه المأساة لا اعلم لماذا .