| حوار مع صديقى المذنب | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الأستاذه المدير العام
عدد المساهمات : 4137 نقاط : 4604 تاريخ التسجيل : 10/12/2008
| موضوع: حوار مع صديقى المذنب الجمعة أبريل 30, 2010 4:43 pm | |
| أذن المؤذن للصلاة فدخل توضأ وهرع الى المسجد وصلى فى جماعه ثم ما لبث أن عاد الى بيتة دخل الغرفة فوقف أمام مرآتة
نظر الى نفسة ولاحظ تغيير بعض الشىء فى شكلة تعجب قليلا ما هذا سمع صوت يجاوبه لماذا تتعجب ما انا الا صورة منك وبدأ الحوار
قال : أين كنت ؟ قلت : كنت أصلى قال : وايه اخبار الخشوع ؟ قلت : اللهم ارزقنا اياه بصراحة ليس على ما يرام ينشغل فكرى كثيرا فيها
قال: الا تعلم السبب؟ قلت: لا
قال : كثرة الذنوب قلت : آه معك حق ما أكثرها ذنوبي
قال : لم لا تتوب وتسرع بالتوبة؟ قلت : كلما أحاول التوبة أعود ثم أتوب ثم أعود ولا اعلم ماذا سيتستقر الحال بى ويستمر الشيطان فى اغوائى
قال : قل شىء تعولة على الشيطان ووسوستة ولا تعول شىء على نفسك قلت : تقصد انه هوى نفسي يغلبنى
قال : بسيطة يا سيدي رمضان قادم وتصفد به كل الشياطين وسنرى ماذا ستفعل بك المعاصى وكيف تتغلب على هو نفسك قلت : فعلا معك حق هذا محك مهم لنضع يدنا على التقصير الحقيقى مع أن هذا الشهر به فتوحات عجيبة وترى الانسان منا يقدرة الله على اشياء لا يستطيع فعلها فى الأيام العادية بهذا الاقبال وهذا الحب
قال فى جملة اعتراضية : تحب اهل الطاعة قلت : طبعا
قال : وتعمل عملهم ؟ قلت : احبهم ولكنى لا اعمل عملهم الا باليسير
قال : تكره أهل المعصية؟ قلت : نعم ولكنى أفعل بعض أفعالهم
قال : عرفت أن نفسك تغلبها شهوتها ولا يتعدى كلامك فمك وانه مجرد حديث وعملك بسيط قلت : اعلم ولكنى أحاول واطمع أن يجعل لي ربى بعد عسر يسرا وبعد ضيق فرجا
قال : ما حالك بعد اقتراف الذنب؟ قلت: في منتهى الحزن
قال : و تعود له ؟ قلت : نعم وأحزن واعزم وأتوب ثم أعود
قال : إلى متى؟ قلت : إلى أن يتوب الله على ويتغمدني برحمة منه
قال : فعلا رحمة الله واسعة لكن لابد أن يرى الله من الجد قلت : فعلا لابد أن يرى الله منى الجد والعزم الأكيد واول هذا أفعله فعلا هو انى لا أقول على باطل حق حتى لو وقعت فى هذا الباطل
قال : لا تحسن الظن بنفسك هكذا ان هذه الامور تحتاج الى البتر وليست للميوعة فيها دور قلت : بالعكس انا احدثك بصراحة
قال : ليس المهم التحدث المهم العمل والمواظبة على الطاعات قلت : فعلا معك حق
قال : حتى الطاعات التى تفعلها لو أخذتها فريضة فريضة وجلست مع نفسك لوجد قصورك فيها واضحا فتقوم وتثقل كاهلك بالذنوب فتصبح بين طاعات مشكوك في قبولها وذنوب اقترفتها فهل تتوقع النجاة
قلت : النجــــاة؟؟؟؟؟ اللهم أنا نحسن الظن بك فلا تجعل حسن ظننا بك يكبلنا عن فعل الخيرات واقتراف المنكرات ونتوكل على أنك غفور رحيم وننسى انك شديد العقاب
يارب ليس لنا غيرك اله ندعو أنت أعلم بي وبحالي لا تضرك معصيتي ولا ينفعك طاعتي أعلم انك تفرح بتوبة عبدك المؤمن يارب ارزقنا الإيمان ولا تجعلنا نحسن الظن بأنفسنا فنترك لها حبلها على الغارب و هيأ لنا من أنفسنا واعظاً يردنا عن المعاصي والذنوب
قال : ساتركك الآن واعود لك بعد أيام لنرى كيف اصبح حالك
ونظرت فى المرأه لم أجد أحدا واخذت افرك فى عينى ثم استيقظت من النوم اجدنى اتصبب عرقا ومنتظر عودتة بعد عدة ايام
| |
|
| |
اماني عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2959 نقاط : 4037 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: رد: حوار مع صديقى المذنب السبت مايو 01, 2010 2:46 am | |
| | |
|
| |
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |
| |
عادل طه عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2282 نقاط : 3608 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 56
| موضوع: رد: حوار مع صديقى المذنب السبت مايو 01, 2010 6:55 am | |
| الاستاذه الفاضلة / زينب ألف حمد لله على سلامة الاستاذه ...... سبقتنى الاخت الفاضلة مروة بثقافتها المعهودة (ولى كلمة للاستاذه : الاخت مروة تحملت عبء مسئولية المنتدى وقت اجازتك التى طالت كثيراً ـ فجزاها الله خيراً على ما قدمته وتقدمة فأنا أعتقد أن الاخت مروة من النعم المحمودة لدينا فى المنتدى ........... ) ولكن الموضوع سوف أكتب عنه فى أكثر من وجه ... فلتسمح لى الاستاذه أن اتناول الموضوع من وجهات نظر متعددة مقتبساً بعض الكلمات من الموضوع الاصلى للفائدة ليس أكثر أبو حبيبة | |
|
| |
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |
| |
مجد محمد عضو ذهبى
عدد المساهمات : 648 نقاط : 925 تاريخ التسجيل : 19/10/2009 العمر : 47
| |
| |
nesreen مشرف
عدد المساهمات : 5225 نقاط : 6565 تاريخ التسجيل : 18/08/2009 العمر : 44
| |
| |
عادل طه عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2282 نقاط : 3608 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 56
| موضوع: رد: حوار مع صديقى المذنب السبت مايو 01, 2010 2:48 pm | |
|
يارب ليس لنا غيرك اله ندعو أنت أعلم بي وبحالي لا تضرك معصيتي ولا ينفعك طاعتي أعلم انك تفرح بتوبة عبدك المؤمن يارب ارزقنا الإيمان ولا تجعلنا نحسن الظن بأنفسنا فنترك لها حبلها على الغارب و هيأ لنا من أنفسنا واعظاً يردنا عن المعاصي والذنوب
اللهم آمين آمين أمين ===================================================================================== بداية : الأخت الفاضلة مروة أحسنت بحق أحسنت بعفويتك أحسنت لإنك من حسناوات المنتدى عقلاً وفكراً وأدباً وثقافةً وتديناً والتزاماً .
بارك الله فيك فى كل حرف كى توصلنا لنا معنى المسئولية المحببة لأصحاب الرسالات واحسبك واحدة منهن .
====================================================================================
أرى أن تكون البداية للرد على الاستاذه زينب فى موضوعها الذى أثار فينا متعة البحث ، والبحث من أجل جنى الحسنات ، فأبشرتى يا سيدتى بما تجنية من حسنات
قرأت الموضوع أكثر من مرة وكنت استمتع فيه بالقراءة وأحترت كثيراً فى البداية ..... وبعد تفكير وجدت أننى أكتب ما أحبه كثيراً ، فوجدته حبى تيجهه بطبيعة الحال لأمرين التوبة والدعاء فكلاهما أحبه كثيراً بل وكلاهما ما يذهب هم قلبى من الدنيا وما فيها ، كنت أتمنى أن أكون متخصصاً لإخرج لكم قصيدة نثرية أو شعرية حول ذلك أو تقريراً بعد قراءته تذرف بعده الدموع أو غير ذلك
فأخترت أيسر الطرق : محاضرة للشيخ إبراهيم الدويش ، سأحاول أختصارها نظراً لطولها ، واتنى الافادة لإبناء المنتدى فى قراءة هذه السطور ....
محاضرة (دمعة تائب) للشيخ: إبراهيم الدويش
اللهم تب على التائبين ...... اللهم اقبلهم عندك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم ارحمنا برحمتك
يا ربِّ إن عظمت ذنوبي كثرةً فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ فبمن يلوذ ويستجير المجرم رب دعوتك ما أمرت تضرعا فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
دمعة تائب ذاق حلاوة التوبة وعرف طعمها فمشاعره جياشة وعباراته صادقة ودموعه حارة ففي قلبه حرقة وفي دمعه أسرار وجد للطاعة حلاوة وللعبادة لذة عرف طعم الحياة وذاق طعم السعادة والراحة وحلاوة الإيمان دمعة تطفئ حرقة الذنوب والعصيان وتخفف مرارة البعد والحرمان وتشعر بالأمان والحنان
دمعة تائب تعزف لحنا عذبا على الخدين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين دمعة تائب من خطاياه معترف بما جناه معتذر إلى مولاه لا إله إلا الله قرب المحب وأدناه وبلغه مناه من طلبه أعطاه ومن لاذ بحماه حماه .
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))
التوبة باب الرجاء والأمل فسبحـــــان من فتح لنا باب الأمل وسبحان من هو أرحم بنا من أمهاتنا فأي طعم للحياة بدون التوبة, التوبة دموع حرا كالشموع تضيء طريق الرجوع التوبة مشاعر وأحاسيس ترسم طريق الأمل التوبة ابتسامة ونبضة قلب تفطر ألما وكمدا كيف وهي بينك وبين رب يراك ويعلم كل ما اقترفت يداك وهي عنده في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ولكنه رب غفور رحيم فمن أعظم منه جودا والخلائق له عاصون يراقبهم ويكلأهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوه ويتولاهم ويحفظهم كأنهم لم يذنبوا يجود بالفضل على العاصي ويتفضل على المسيء من ذا الذي دعاه فلم يجبه ومن ذا الذي سأله فلم يعطه ومن ذا الذي أمله لنائبة فقطع به أمن ذا الذي أناخ ببابه فنحاه ومن ذا الذي رجاه فقطع رجاه هو الفضل ومنه الفضل وهو الجواد ومنه الجود وهو الكريم ومنه الكرم ومن كرمه أن غفر للعاصين وأعطى السائلين وأحب التوابين والمتطهرين نذنب ونعص ونخطئ ونسيء ثم نأوي إليه نستغفره ونتوب إليه ... نستغفره وندعوه ونتوب إليه ونرجوه فأين عنه نهرب وأين عن بابه يتنحى العاصون المذنبون أمثالنا فمن لنا سواك يا ربنا إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين يا رب يا رب كم بيني وبينك من الأسرار وهتك الأستار لكن عزائي أني أحبك بيني وبينك جسر حب خالدي وراء تحرك كل قلب جامد بيني وبينك من صلاتي سلم مازلت أمنحه عزيمة صاعدي أرقى به عن هذه الدنيا التي تغري ببهجتها فؤاد العابدي يا رب عفوا إن ذنبي لم يزل عبئا يعذبني ويوهن ساعدي أخطأت يا ذا العفو حتى صرت في طرق الأسى أمشي بذهن شاردي أرنو إليك بمقلة مكسورة فيها من العبرات أصدق شاهدي يا رب أوهن قلبي الشاكي الأسى يا رب ماجة بالأنين قصائدي من ذا الذي يفك الطوق عن عنقي إذا جمع الأنام على صعيد واحدي مالي سواك إذا تضاربت الرؤى حول الصراط وجف ماء الرافدي وجهت نحوك يا مهيمن دعوة مشفوعة مني برهبة ساجدي .. فالتائبون والتائبات بالعشرات والمئات أجفانهم تفيض بالعبرات وعبر الهاتف أطلقوا الزفرات ورسائلهم وربي تئن بالحسرات والآهات ., هذه تائبة أوغلت في طريق الفساد حتى الثمالة كتبت تقول : طلبت الموت وسعيت له أكلت حبوبا وأصبت بحالة تسمم ولم أمت كسرت كأسا ومزقت شرايين يدي اليسرى ولم أمت أخذت مسدس أخي وكنت على وشك أن أفرغه في صدري ولكن أمي كانت أسرع مني ومنعتني ومع كل ما حدث كنت افتقر إلى شيء كنت أسأل نفسي دائما لماذا لا تعجبني هذه الحياة التي أحياها حتى تعرفت في عملي على إحدى الأخوات الصالحات ... إلى أن قالت في رسالتها بدأت أصلي وتركت التلفاز وسماع الأغاني ومزقت الصور التي في غرفتي وتركت كل ما هو حرام وها أنا على هذا الطريق الذي وجدته أخيرا نعم هذا ما كنت افتقده وما كنت أريده هذه هي الراحة وهذه هي الحياة التي أريدها
كم في الظلام له إذا نام الورى من زفرة في إثرها يتوجع ويقـول في دعواته يا سيــــدي العين يسعدها دموع الرجع إني فزعت إليك فارحم عبرتي وإليك من ذل الخطيئة أفزع فامنن عليا بتوبة أحيـــــى بها إني بما صرمت يداي مروع
القلب محترق والدمع مستبق والكرب مجتمع والصبر مفترق كيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق يا رب إن كان شيء فيه لي فرج فامنن علي به مادام بي رمق
وإليكم مشاعر تائبة كتبتها بيدها ومما قالت : هاجت في نفسي مشاعر صادقة وتفجرت الوجدان دموع ساخنة وغشاني الخوف بعد حضوري تلك الكلمات استيقظت من غفلتي بعدها بكيت بكاء شديدا لم أبكه من قبل تحسرا وندما على ما مضى من الذنوب والمعاصي لم أكن أتصور ذلك لقساوة قلبي فلا اعتقد أن هناك من أقسى مني قلبا أنني أريد أن أتوب إلى الله وأعود إليه ولكن هناك شيء ما يحول بيني وبين التوبة لا أعرف ما هو فكلما حاولت الرجوع والتوبة وتبت عدت مرة أخرى للذنوب وأشد من قبل أسألكم بالله ساعدوني فقد مللت من عصيان الله وكثرة الذنوب وفي بعض الأحيان أيأس وأظن أن الله لن يهديني إن أعظم شيء عصيت الله فيه هي الصلاة فقد جعلتها محطة تفكير أؤديها بسرعة وأنقرها كنقر الغراب لا أدري كم انصرف من الركعات لا أصدق أنني انتهيت منها لأنني وأنا أؤديها أحس بهموم الدنيا كلها فوق رأسي .. ثم عددت بعض معاصيها , إلى أن قالت: وفي ختام رسالتي هذه أطلب منكم مساعدتي وإنقاذي من عذاب الله بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان فأنا خائفة جدا من أن يأتي أجلي وأنا على هذه الحال . أختكم المستنجدة
وهذا تائب يقول: وقد أغرورقت عيناه بالدموع قال: فقد بدأت بالبكاء على نفسي وعلى ما مضى من عمري في التفريط في حق الله وحق الوالدين بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني اقتل الشيطان والهوى وبدأت حياتي تتغير وهيأتي تتبدل فقد خرجت من حياة الفسق والمجون إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان و الاطمئنان و الاستقرار إلى أخر كلماته.
وهكذا أيها الأحبة هكذا فالتائب غزير الدمعة وكثير العبرات والزفرات ودموع التائبين فيها عبرة لكل عاقل وصرخات النادمين مليئة بالدروس والمواعظ تبكي عيونهم أسف لما مضى وتتقطع أفئدتهم على ما فات وانتهى . أخيتي لا تبكي أخي لا تبكي بكاء اليأس وابكي بكاء الفرح وانثر دموع السعادة في الحياة الجديدة أتبكي وفي عينيك تزدحم الرؤى وفي قلبك الشادي من الحب جدول أتبكي وفي أعماقك النبع لم يزل سخيا وعهدي أن قلبك ينهل بربك لا تكسر على صخرة الأسى صمودك إن اليأس يدمي ويقتل
بادر ولا تتردد إياك والتسويف أسرع قبل فوات الأوان واسمع للمبادرة والعزيمة عند هذه المرأة المؤمنة لقد زنت نعم أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن أشعلت قلبها وأقضت مضجعها فلم يهدأ بالها ولم يقر لها ولم يقر قرارها عصيت ربي وهو يراني كيف ألقاه وهو نهاني (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ومن يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا )), حر المعصية تأجج نارا في قلبها وأقلقها كبر المعصية في عينها وخبث الفاحشة يستحقر في صدرها حتى لم تقنع بالتوبة بينها وبين ربها فقالت: أصبت ذنبا فطهرني عجبا لها ولشأنها هي محصنه وتعلم أن الرجم بالحجارة حتى الموت هو حدها فينصرف عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة ويردها وفي الغد تأتي وتقدم له الدليل على فعلها لم تردني لم تردني لعلك تردني كما رددت ماعزا والله أني لحبلى من الزنا فقال لها: اذهبي حتى تلدي فيا عجبا لأمرها تمضي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها فأتت بالصبي في خرقة تتعجل أمرها ها قد ولدته فطهرني عجبا لها قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه واهً لها سنة وسنتان ولم يطفأ حرها فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز دليل لها وقالت: قد فطمته وأكل الطعام برهانها فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها وحفر لها إلى صدرها وأمر الناس برجمها فيقبل خالد ابن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال: مهلا يا خالد فوا الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أفلا نعجب من حالها حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها وتحرق قلبها وتعذب ضميرها فهنيئا لها إنه الخوف من ربها .وهكذا فالتكن العزيمة بالإصرار على التوبة الصادقة . إذا لم يرد المرء عن فعل منكر حياء ولم يردعه عنه يقين فقد ضاع حتى لو بدا منه مظهر جميل ولو تاقت إليه عيون يرد يدي عن بطشها خوف ربها ويمنع نفسي أن تخادع دين وما العز إلا في التضرع والتقى وإن قل مال أو جفاك معين
إن التوبة إلى الله كما أوضحها القرآن الكريم ليست في حق المذنبين فقط وإنما في حق المؤمنين أيضا وتكون التوبة في حق الإيمان من تقصير في الواجبات وضعف في أداء الطاعات , وأيضا التوبة من العجب بالنفس والعمل وأحقاد وأضغان وحسد وغيبة وتواكل وخمول وفتور وغيرها من الآفات التي يقع فيها الكثير من الصالحين فما أحوجنا وربي للتوبة كل لحظه فأين نحن من قدوتنا وحبيبنا صلى الله وعليه وسلم الذي كان أصحابه يعدون له في المجلس الواحد قبل أن يقوم ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مئة مرة وما صلى صلاة قط بعد إذ نزلت عليه (( إذا جاء نصر الله والفتح )) إلا وقال فيها سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي , وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( يا أيها الناس توبوا إلى الله والله إني لأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )), وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لن ينجي أحد منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)). ويقول ابن القيم رحمه الله : قال تعالى: (( ومن لم يتب فؤلئك هم الظالمون )). قسم العباد إلى تائب وظالم وما من قسم ثالث البته وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ولا أظلم منه لجهله بربه وبحقه وبعيب نفسه وآفات أعماله انتهى كلامه رحمه الله.
تأملات في شروط التوبة: أخي الحبيب إن للتوبة الصادقة شروطا يجب أن تتحقق وهي معلومة مشهورة لكن لي وقفات وتأملات من حولها فاسمعها.
أولا: الإقلاع عن الذنب, قال صلى الله عليه و سلم ((إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتتا سوداء فان هو نزع و استغفر و تاب صقله قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه وهو الران الذي ذكره الله تعالى (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ))
ثانيا: العزم على أن لا يعود إليه أي من الذنب أيها التائب شد بنيان العزم بهجر كل ما يذكرك بالذنب ورفقة السوء .
ثالثا: الندم على ما حصل اعترافك أيها المذنب بالخطأ وتنكيس رأسك بالندم هو وربي الرفعة حيث قال صلى الله عليه وسلم إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة حديث حسن رواه الطبراني في المعجم الكبير . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الطهور ثم فيقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له )). رواه أحمد وغيره وفي صحيح الجامع.
ولا أنسى ذلك الندم العجيب والقصة العجيبة من تائب الشرقية الذي اتصل عبر الهاتف يتقطع قلبه ويتألم من كبيرة وقع فيها وهو يصرخ ويتأوه: هل لي من توبة لا لا أظن الله يغفر لي وعبثا حاولت افتح له باب الأمل وطريق الرجاء يقسم بالله بأغلظ الأيمان أنه منذ أيام لا ينام ولا يهدأ له بال فقلت له : إن الله غفور رحيم ولو بلغت ذنوبك عنان السماء وأنت بهذا الندم هذه المرارة وصادق التوبة إن شاء الله قال: كيف يغفر الله لي كبف أكفر عن هذا الذنب الذي اهتز له عرش الرحمن هل الجهاد في سبيل الله يكفر هذا الذنب قلت له: الجهاد وغيره من الأعمال الصالحة المهم أكثر من فعل الخيرات فإن الحسنات يذهبن السيئات قال: فعلت كل شيء أصوم وأقوم الليل وأتصدق وأدعو الله واستغفر ولكني لم أطمئن فقلبي يحترق نارا تلهب في جوفي لا أظن الله سيغفر لي إلا أقيم علي الحد قلت له: اتق الله ستر الله عليك فلما تفضح نفسك ومازلت معه نحو ساعة حتى أغلق سماعة الهاتف على مضض أن يجعل التوبة بينه وبين الله وبعد أشهر ذهبت لمحاضرة في الشرقية وبعد المحاضرة وعند باب السيارة وإذا بشاب ينكب علي معانقة وتقبيلا وهو يبكي بحرارة فخشيت أن يفضح أمره بين الناس فأركبته معي وهو لا يزال يبكي ويقول: يا شيخ أرجوك اسمح لي أن أذهب إلى القاضي ليقيم علي الحد لأرتاح من هذا العذاب فقلت : لا والله لا أسمح لك وقد ستر الله عليك وقد ست والله لأن سألني ربي عن ذنبي لأقفن وإياك أمامه قلت له والله ما قلت لك إلا ما أعرفه عن سماحة الإسلام ومنهج السلف الصالح في هذه المسألة فسكت على مضض وذهب معنا لمجلس ويعلم الله ومغفرته ورحمته إلا أجهش في البكاء حتى بدت علامات الحيرة والدهشة في وجوه الحاضرين الذين لا يعلمون عن قصته شيئا وكان قد حضر معنا الموقف أحد طلاب العلم فتعرف عليه وأوصيته به خيرا وهكذا هكذا حرقة الذنب ودموع الندم تفضح صاحبها .
وتذكرت وأنا أعيش أحداث هذه القضية قصة ماعز رضي الله عنه في الصحيحين عن بريدة قال : ((جاء ماعز ابن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله طهرني فقال: ويحك فارجع فاستغفر الله وتب عليه فقال فرجع إلى غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ويحك ارجع فاستغفر الله و تب إليه فقال: فرجع إلى غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني فقال صلى الله عليه و سلم: مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله: فيم أطهرك فقال من الزنا فسأل رسول الله صلى عليه و سلم: أبه جنون فأخبر إنه ليس بمجنون فقال: أشرب خمر فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أزنيت قال:نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول: لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال: أقتلني بالحجارة قال فلبثوا في ذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال: استغفروا لماعز ابن مالك قال: فقالوا: غفر الله لماعز ابن مالك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد تاب توبة لوا قسمت بين أمة لوسعتهم )).
ويزاد شرط رابع إذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي : وهو رد المظالم إلى أهلها فيبرأ من حق صاحبه فإن كان مالا أو نحوه رده إليه وإن كان حد قذف مكنه منه أو طلب عفوه وإن كان غيبة اسحلها هذا إذا لم يترتب على ذلك مفسدة أعظم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فاليتحلله منها فإنه ليس ثمة دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه وطرحت عليه )), كما في صحيح البخاري. أين حلاوة الإيمان فإني لم أجد لها طعما ؟
عن أبى هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن عبد أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال ربي أذنبت ذنبا وربما قال أصبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو قال أذنب ذنبا فقال ربي أو أصبت آخر فاغفره لي فقال الله أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا أو قال أصاب ذنبا قال ربي أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فقال الله أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي غفرت لعبدي غفرت لعبدي فليعمل ما شاء )).
نسأل الله الكريم من فضله, ومثله حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه (( أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود فيذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود فيذنب قال: يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا )) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع وقال الهيثمي إسناده حسن.
ويقول سعيد ابن المسيب في قوله تعالى: (( فإنه كان للأوابين غفورا )), قال: الأواب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب , وقال عطاء ابن يسار في هذه الآية : يذنب العبد ثم يتوب فيتوب الله عليه ثم يذنب فيتوب الله عليه ثم يذنب الثالثة فإن تابَ تاب الله عليه توبة لا تمحى.
مختصراً لإفادة .......... وفى نفس آسف للإطالة
| |
|
| |
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| موضوع: رد: حوار مع صديقي المذنب السبت مايو 01, 2010 3:41 pm | |
| | |
|
| |
عادل طه عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2282 نقاط : 3608 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 56
| |
| |
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |
| |
عادل طه عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2282 نقاط : 3608 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 56
| |
| |
| حوار مع صديقى المذنب | |
|