يقولون ان الرجل و المرآة خُلقا حبة واحدة و إن هذه الحبة انشطرت إلى نصفين و اُلقي كل نصف في مكان
بعيد عن الأخر في هذا العالم 000
ثم تتهيء الظروف و الصدف التي تؤدي الى التقاء الطرفين فيشكلان زوجاً واحداً أي أن كل شخص يجد
شطره المنشطر عنه 0 و على الرغم من أن الإنسان يأكل و يشرب و ينام و يعمل لكنه يشعر دائماً انه غير
مكتمل و ان هناك شيء ينقصه يظل يبحث عنه طوال حياته سواء الرجل او المرآة 0
و لهذا ظل هذا الأمر هاجسي لفترة طويلة كنتُ خلالها أراقب حياة المتزوجين من حولي و أتسأل ترى هل
وجد كل هؤلاء نصفه الأخر فعلاُ 0ام انه مجرد ارتباط تفرضه عاداتنا و تقاليدنا 0
فالزواج ليس شخصان يرتبطان وينجبان ويشكلان عائلة واحدة انه أكثر من ذلك بكثير 0انه اتحاد روحين
و كيانٌ واحد و رفقة عمر و صداقة صادقة و صدق الله تعالى عندما قال
هن لباسٌ لكم و انتم لباسٌ لهن )
لكن المشاكل التي تأتي بعد ذلك يجعلهما ينسيان هذا الأمر فيبدأ كل شخص البحث عن سلبيات الشخص الأخر دون النظر إلى الإيجابيات أو الجانب الجميل منه فتظهر المشاكل و الخلافات و يقعان في دوامة لا تنتهي 0
كلا الطرفين يتحملان المسؤولية لكن العبء الأكبر تقع على الزوجة لأن المشاكل تبد أمن عندها دائماَ هذا ما يثبته الواقع بشكل يومي و متكرر 0فبعد أن تجد الفتاة شريكها و تستقر معه يبدأ تفكيرها يتغير كلياً و تبدأ في إهمال زوجها و التوجه نحو المشاكل و تنسى أن هناك شيئاَ جديداً في حياتها هو ذلك الرجل الذي تمنته حتى في أحلامها وهو زوجها 0تنسى انه بحاجه إليها و إلى حبها و حنانها و الأهم انه نصفها الأخر 0
و أنا أتوجه إليها بالسؤال التالي 0 لماذا تضعين نفسك و زوجك و اهلك في هذه الدوامة 0 لماذا تجعلينه يشك
بينه و بين نفسه و يتسأل هل أساء اختيار شريكة حياته0
لا تقولي أن الحياة صعبة نعم الحياة صعبة ولكن لا تصعبيها أكثر 00فأنت مستقر الرجل وأنت بيته وأخته و
أمه أنت عليك عبأ العائلة كلها ولهذا قال الله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة ) 0
أي أنت مركز هدوئه والراحة التي ينشدها وهل أنت أدرى من الله بموقعك في الحياة وتذكري قبل كل شي
أنه أختارك أنت من كل نساء العالم 0
كوني صديقته وحبيبته ومكانه الدافئ الذي يلجأ إليه 0
أحبي أهله وأمه وأخته وتذكري أنه قطعة منهم وهم قطعة منه 0
إبتسمي في وجهه إذا عاد لبيته وكوني ملاكه الحارس فينسى هموم النهار كله ولا تكوني كالغراب الذي
ينتظر الفريسة لينقض عليها 0
لا تبدئي بالنق فوق رأسه كمذيع أخر الليل لا يدخل لسانه إلى فمه ظناً منه أنه يمتع مستمعيه دون أن يدرك
أنه لو وصل يد أحدهم إليه لأخرج حنجرته من حلقه 0
ولكن أسمعيه كلاماً جميلاً رقيقاً فأنت نصفه الجميل وبثيه حبك دائماًَ ولا تفكري لثانية واحدة أن هذا يقلل
من كرامتك بالعكس أنه يجعلك الأقوى دائماً 0
حافظي على أسراره ولا تنشريه على الملأ فهذا سوف يكسر الثقة بينكما ويضع حاجزاً يصعب تخطيه 0
وإذا تأخر في أحدى سهراته مع أصدقائه لا تنتظريه على الباب كضابط المخابرات يحقق مع أحد المجرمين
لتسميعه محاضرة طويلة عريضة عن أسباب تأخره 0
ولكن أساليه كيف قضى سهرته مع أصدقائه واستمعي إليه وهو يرويها لكي وانظري إلى فرحة الطفولة و
هي تشع من عينيه 0
وعندما يصبح لديكم أولاد لا تهمليه وتهتمي بهم على حسابه فهذا من شأنه أن يضيع المودة الموجودة بينكما
ولكن أشعريه دائماً أنه الشخص رقم واحد في حياتك ومن ورائه العالم 0
وإذا جاء الليل وضمكما غرفة واحدة وسرير واحد لا تشعريه أنه نائم إلى جانب رجل ينام ملئ جفنيه في قاع
كهف ولكن اجعليه يشعر أنه نائم بجانب فتاة 00فتاة أحلامه 0
استمتعي بالنوم بين ذراعيه حتى ولو لم يلمسك فيكفي أنك إلى جانب أعظم رجل في العالم زوجك وحبيبك و
صديقك 0
اغمريه بالحب والحنان فتضمنين زوجاً حنوناً عطوفاً وصديقاً مثالياً 0 </B></I>