أ) تعريف السرطان :
(تعريفات)
- هو اسم يطلق على الأمراض التي تصبح فيها خلايا الجسم خلايا غير طبيعية وتنقسم بدون تحكم في هذا الانقسام وتقوم هذه الخلايا السرطانية بمهاجمة الأنسجة القريبة أو المجاورة لها أو قد تنتشر عن طريق الأوعية الدموية أو الليمفية إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- نمو غير طبيعي للخلايا والتي تميل إلى التكاثر بطريقة غير متحكم فيها وفي بعض الحالات تنتشر في الجسم.
- أي نمو خبيث أو ورم ينتج بواسطة انقسام (غير متحكم) لخلايا غير طبيعية والذي قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- السرطان طائفة من الأمراض أو الاعتلالات تتميز بانقسام غير متحكم فيه للخلايا مع القدرة لهذه الخلايا على الانتشار إما بالنمو المباشر داخل الأنسجة القريبة عن طريق الغزو أو الاحتياج لها أو عن طريق الإنزراع في الأجزاء البعيدة بواسطة عملية (Metastasis).
- عبارة مصطلح يمثل المظلة لأكثر من مائة مرض تتميز بعدم التحكم والنمو غير الطبيعي للخلايا الخبيثة والتي تنتشر إلى الأنسجة القريبة أو بعيداً عن طريق الأوعية الدمومية أو الليمفية.
التعريف الأشمل :
السرطان مصطلح إجمالي شائع للأورام الخبيثة والتي هي مجموعة ضخمة من الأمراض والتي تحدث في كل البشر والحيوانات وينتشر في كل أنواع الأنسجة عن طريق انقسام غير متحكم به لخلايا غير طبيعية تحمل صفات خبيثة.
ب) تقسيمات السرطان :
السرطان يصنف بواسطة نوع الخليفة التي تشابه الورم وأيضاً النسيج الذي ينشأ منه هذا الورم.
ومعظم أنواع السرطان أو كلها لابد من معرفة منشأها الخلوي أو النسيجي ليسهل التعامل معها ومن ثم علاجها ومتابعة كل حالة على حدة. وبناءً على ذلك فهناك بعض الأمثلة الشائعة لتقسيم السرطان أو تصنيفه على أساس المنشأ :
Adenocarcinoma:
والذي ينشأ من أنسجة الغدد (الغدية).
Blastoma:
وينشأ من الأنسجة الجنينية للأعضاء.
Carcinoma:
ينشأ من الأنسجة الطلائية المبطنة للأعضاء والأوعية وغيرها ويمثل أكثر السرطانات شيوعاً مثل سرطان الثدي والبروستاتا والرئتين (والقولون).
Leukemia:
ينشأ من الأنسجة المكونة لخلايا الدم.
Lymphoma:
وينشأ من الأنسجة الليمفاوية.
Myeloma:
والذي ينشأ في نخاع العظام.
Sarcoma:
وينشأ من الأنسجة الضامة والدعامية في الجسم.
Mesothelioma
وينشأ من خلايا (Mesothelial) المبطنة.
Glioma:
السرطان الناشئ من خلايا الغراء العصبي (glia) أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعاً.
Germinoma:
ينشأ من الخلايا الجرثومية في الخصية والمبيض.
Choriocarcinoma:
السرطان الذي ينشأ من المشيمة.
* وبالنسبة لأنواع السرطان فهي كثيرة جداً وتسمى باسم العضو المصاب، ولكن :
الأكثر شيوعاً لدى الذكور:
1- سرطان البروستات (33%).
2- سرطان الرئة (13%).
3- سركان القولون (15%).
4- سرطان الدم (5%).
الأكثر شيوعاً لدى الإناث :
1- سرطان الثدي ( 32%).
2- سرطان الرئتين ( 12%).
3- سرطان المبيض ( 16%).
4- سرطان المستقيم (11%).
الأكثر شيوعاً لدى الأطفال :
5- سرطان الدم Leukemia (30%).
6- سرطان الجهاز العصبي المركزي.
7- Wilms tumor .
8- Lymphomos .
9- Rhabdomyosarcomao (والذي ينشأ من العضلات).
10- سرطان العظام.
والأنواع السابقة لها نفس النسب سواءً لدى الذكور أو الإناث من الأطفال وللعلم فهناك أكثر من (100) نوع من السرطان.
ت) نشوء السرطان:
خلايانا في حالة مستقرة من التكوين والاختلافات الجينية الجديدة تحدث يومياً لبعض هذه الخلايا وينتج عنها طفرات والتي تزال وتنتزع بواسطة الجهاز المناعي ولكن لاحقاً فإن بعض هذه الخلايا المطفرة تفلت من دفاعات هذا الجهاز وتتطور إلى أورام تنمو وتنتشر بطريقة غير متحكم فيها وتكون السرطان هو عملية نشؤية داخل العديد من الخلايا للكائنات الحية. انقسام الخلايا أو تكاثر الخلايا عملية فسيولوجية تحدث غالباً في كل الأنسجة وتحت ظروف متعددة. عادة الاتزان بين التكاثر وموت الخلية المبرمج منظم بشدة للتأكد من سلامة الأعضاء والأنسجة. الطفرة لجزي DNA الذي يقود إلى السرطان يخل ويؤدي إلى اضطراب هذه العملية المنظمة وتكون النتيجة التكاثر السريع غير المتحكم فيه وظهور الورم الحميد أو الورم الخبيث (السرطان). الورم الحميد لا ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم أو يهاجم الأنسجة الأخرى والذي نادراً ما يهدد الحياة. الأورام الخبيثة تستطيع مهاجمة الأنسجة والأعضاء الأخرى وأيضاً الانتشار إلى الأجزاء البعيدة من الجسم عن طريق عملية تسمى (Metastasis) والتي هي عبارة عن نمو ثانوي من الورم الأصلي في مكان آخر من الجسم (الموقع الذي نشأ منه الورم الخبيث) وهذا ما يهدد الحياة. نشؤ السرطان أو (carcinogenesis) هو عملية إعادة ترتيب معدل الانقسام الخلوي مسبباً ضرراً لجزي DNA . السرطان بالتحديد هو مرض الجينات ولكي تبدأ الخلايا بالانقسام غير المقدور على التحكم به فإن الجينات التي تنظم نمو الخلية يجب أن تتضرر.
proto – oncogenes* : هي جينات توجه نمو وانقسام الخلية غير المباشر حيث أن عملية انقسام الخلية والجينات المثبطة للأورام تمنع أو لا تشجع نمو الخلية أو توقفه مؤقتاً إلى أن يتم إصلاح وصيانة جزي DNA . عامة فسلسلة من الطفرات لهذه الجينات شيء مطلوب قبل أن تتحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية. الطفرات التي تحدث لـ proto – oncogens تستطيع تعديل تعبيرها لذاتها ولوظيفتها. وزيادة كمية نشاطها لإنتاج البروتين. وعندما يحدث هذا فإنها تتحول إلى oncogenes ولذلك الخلايا لها فرصة عالية لتنقسم بغزارة وبطريقة غير متحكم فيها . فرصة حدوث السرطان لا يمكن تقليلها أو اختزالها عن طريقة إزالة proto – oncogens من الجينيوم البشري حيث أن هذه الجينات لها دور رئيسي في النمو والإصلاح والاتزان للجسم . الجينات المثبطة للأورام تشفر الإشارات المضادة للتكاثر الخلوي والبروتينات التي تثبط الانقسام غير المباشر وبالتالي نمو الخلية و غالباً إصابة DNA بضرر يسبب وجود مواد جينية حرة طافية كبعض الإشارات المحفزة لعمل الجينات المثبطة السابقة والتي تستثير الأنزيمات والمسارات والتي تقود إلى تنشيط الجنيات المثبطة للأورام والتي تؤدي إلى تقهقر دورة حياة الخلية لكي تقوم بعملية إصلاح DNA منعاً للطفرات من أن تنتقل إلى الخلية الأبنة. المثبطات الجينية تشمل بروتين p53 والذي له وظيفتين رئيستين واضحتين وهي وظيفة نووية كعامل نسخ وظيفة سيتوبلازمية في دورة الخلية وتنظيم الانقسام وعملية الموت الخلوي المبرمج (Apoptosis) .
نصف أنواع السرطان المعروفة تشمل على حدوث تحويل أو تغيير في p53 . المطفرات يمكن أن تضر بالجينات المثبطة للأورام أو بالمسارات التي تنشطها، وبالتالي تتراكم الأضرار على جزيء DNA مع الزمن والتي تكون غير مصحوبة بعملية إصلاح مما يقود إلى نشوء السرطان.
هناك أيضاً جين (MSH2) والذي يعمل على انقسام الخلية بشكل طبيعي بالإضافة إلى تشخيص التلف وإصلاحه وفي حالة حدوث تشوه لهذا الجين فإن يختل عمله ويؤدي إلى نقل التشوهات إلى جينات أخرى وهو مسبب لسرطان القولون الوراثي أماجين PTEN فهو يقوم بإدارة عملية (Apoptosis) وفي حالة فقدان الخلية لهذا الجين أو وظيفته فإنها تبقى حية ولا تموت مما ينتج عنه ورم خبيث ويلعب دوراً في سرطان الدماغ والثدي والمبيض والبروستات وكذلك الغدة الدرقية.
عموماً فإن تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية لا يتم في خطوة واحدة بل يحتاج إلى عدة خطوات تشمل تغيرات كيموحيوية مختلفة وتراكم للأضرار والصفات غير الطبيعية حتى تنشأ لدينا خلايا سرطانية . فعبد تراكم العوامل السالفة فإنها تقوم بالأضرار ببعض الجينات السابقة الذكر والتي تنظم نمو الخلايا وانقسامها ثم تقوم الخلية التي حصل فيها هذا الخلل لجيناتها بالانقسام والتكاثر بصورة ضخمة موفرة الكثير من هذه الخلايا الشاذة أو السرطانية والتي بسبب سرعة انقسامها ونموها تؤدي إلى السيطرة على مجتمع الخلايا المحيط بها وبالتالي ظهور الورم ونموه بسرعة كبيرة ومع الزمن فإن الخلايا السرطانية تكتسب قدرة الغزو والانتشار إلى الأنسجة الأخرى.
ث) تاريخ السرطان:
السرطان أصاب البشر وأدركوه على مر التاريخ وليس من المفاجأة أن الأطباء القدامى كتبوا عنه منذ فجر التاريخ و بعض الدلائل المبكرة على السرطان اكتشاف أورام عظمية أحفورية لمومياء البشر في قدامى المصريين ومنها اكتشفت خاصية النمو لسرطان العظام ووضعت كمقترح (Osteosarcoma) كذلك أيضاً وجود جماجم محطمة العظام أو بها ثقوب اقترح أنه أيضاً بسبب السرطان ونفس الشيء مع عظام العنق. الوصف القديم للسرطان بما فيه مصطلح السرطان لم يكن مستخدماً أو متداولاً. ووجد أقدم وصف له في بعض الكشوفات المصرية التي تعود إلى حوالي (1600)عام قبل الميلاد على يد (Edwin Smith) والذي وجد أوراق بردي تصف (8) أنواع من الأورام أو التقرحات للثدي والتي كانت تعالج بالكي باستخدام أداة تسمى مثقب النار (Fire drill) حيث أن أوراق البردي تحدثه فقط عن المرض .
منشأ وأصل كلمة سرطان (Cancer) كان بواسطة الطبيب الإغريقي أبو قراط (460-378 B.C) والذي يلقب بأبو الطب وقد استخدم المصطلحين carcinos و carcinoma لوصف الحالات غير القرحية (non-ulcer) والقرحية (Ulceration) وفي الإغريقية فإن هذه الكلمات تعود إلى سرطان البحر (Crab) لأن السرطان يشابه في انتشاره شكل أصابع سرطان البحر من حيث إحاطته بخلايا الجسم السليمة.
في القرن الخامس عشر كوّن العلماء الإيطاليين فكرة عظيمة لفهم جسم الإنسان وعلى رأسهم Galileo و Newten والذين بدؤا باستخدام الطريقة العلمية (و في رأيي أن قدامى العلماء المسلمين هم أول من استخدم الأسلوب العلمي في دراستهم). وأتى بعد ذلك Harvey والذي ابتكر التشريح للجثة وكلهم استخدموا الأسلوب العلمي في دراستهم للأمراض .
في العام 1761 للميلاد قام العالم Giovanni بما يمكن اعتباره أمراً ذو دور بارز في تقدم الأبحاث إلى يومنا هذا حيث قام بتشريح الجثث واكتشاف أسباب الوفاة وإرجاعها إلى الممرضات الموجودة بعد الوفاة في الجسم والذي قاد إلى إنشاء علم دراسة السرطان oncology .
جاء بعد ذلك الجراح الشهير John Hunte (1793-1728 ) للميلاد والذي اقترح أن بعض أنواع السرطان قد تعالج بالجراحة ووصف كيف يمكن للجراح أن يقرر أي السرطانات يمكن استئصالها جراحياً.
ثم في القرن التالي أدى التطور في مجال المسكنات أو المواد المخدرة جراحياً إلى تطور وازدهار جراحات استئصال الأورام السرطانية خاصة سرطان الثدي (Mastectomy) .
القرن التاسع عشر شهد ولادة علم دراسة السرطان (Oncology) بالتوازي مع استخدام المكيروسكوبات الحديثة ويعتبر العالم Rudolf Virchow واضع علم الممرضات الخلوية والذي وفر الأسس العلمية لدراسة السرطان حيث أصبح بالإمكان لعلماء الممرضات أن يخبروا الجراحين إذا كان التدخل الجراحي سوف يزيل الورم بالكامل أم لا وتوالت بعد ذلك الكشوف والدراسات المختلفة على السرطان وكل ما يتعلق به من جميع جوانبه المختلفة إلى يومنا هذا.
ج) التسمية للسرطان:
(Cancer) كلمة إيطالية يقصد بها سرطان البحر (Crab) .
يوجد لدينا قسمين كبيرين لأنواع السرطان :
1- Carcinoma : السرطان الناشئ من الخلايا الطلائية مثل adonocarcinomas .
حديث البادئة prefix تشير عادة إلى نوع النسيج (adono) .
2- Sarcoma : السرطان الناشئ من الطبقة الجرثومية الوسطى (Mesoderm) وتشمل العضلات والعظام والغضاريف.
أما اللاحقة suffix فتشير إلى الحالة :
Oma : الورم الحميد.
Sarcoma : الورم الخبيث.
مع بعض الاستثناءات مثل (Lymphoma – Leukemia - Melanoma) والتي هي سرطانات خبيثة.
Benign : الورم الحميد .
Malignant : الورم الخبيث (السرطان).
Hyperplasia : نمو مجموعة من الخلايا وتكاثرها.
Neoplasia : مجموعة من الخلايا السرطانية (الخبيثة).
Anaplasia : مجموعة من الخلايا المنزوعة التمايز بحيث لا تبدو شبيهة بأنواع الخلايا الأصلية.
Neoplasm : مجموعة من الخلايا الورمية (خبيثة أو حميدة).
Paraneoplasia : حالة اضطراب مصاحبة للورم قد تكون هرمونية أو عصبية أو دموية أو كيميائية حيوية أو غيرها من الحالات السريرية.
انتشار ونمو السرطان
إن قدرة السرطان (الأورام الخبيثة) على الانتشار إلى جميع أجزاء الجسم وإلحاق الضرر بها يعتبر السبب الرئيسي لأغلب حالات الوفاة من جراء السرطان ولذلك فإن الجراحة وحدها تكون غير كافية ولابد معها من استخدام العلاج الكيميائي.
يبدأ السرطان بالانتشار على خطوات حيث في البداية يقوم بالانتشار في حيز نشؤه حيث يستمر في الانقسام والنمو وغزو الأنسجة القريبة منه والمحيطة بالورم وإن كان في بعض الحالات كما في سرطان القولون قد ينتشر مباشرة إلى الأعضاء المجاورة له مثل المثانة والأمعاء الدقيقة وبمجرد وصول الخلايا السرطانية إلى الأنسجة السليمة وغزوها والسيطرة عليها فإنه يكون بإمكانها أن تنفذ إلى الأوعية الدموية أو الليمفاوية ومنها إلى كل أجزاء الجسم حيث تترك هذه الأوعية لتستقر وتنمو من جديد في عملية تسمى (Metastasis) . معظم الأورام السرطانية تنتشر بشكل أكبر في الأعضاء التي صلها الدم أولاً مثل الكبد أو الغدد الليمفاوية بالنسبة لسائل الليمف وغالبـاً يتم معرفة مدى انتشار السرطان بفحص الغدد الليمفاوية المجاورة للورم الأصلي.
وصول الخلايا السرطانية إلى الجهاز الليمفاوي أو الدوري (الدموي) يعتبر الخطوة الأولى في عملية انتشار ونمو السرطان وأثناء رحلتها هذه يجب على الخلايا السرطانية تجنب دفاعات الجهاز المناعي حتى لا تتعرض للتحطيم والتدمير ثم بعد ذلك عليها أن تخترق جدر الأوعية الدموية (الشعيرات الدموية) للوصول إلى أنسجة جديدة تبدأ منها نفس العملية السابقة من الانقسام والنمو التكاثر وهذه العملية صعبة إذا ما أخذنا في الحسبان أن خلية سرطانية واحدة فقط من أصل عشرة آلاف خلية تنجح في النجاة من دفاعات الجهاز المناعي ومن ثم الوصول إلى النسيج الجديد والتكاثر فيه لتكوين ورم آخر.
ومع ذلك فلا ننسى أن الخلايا السرطانية تنقسم وتنمو بسرعة مهولة مكونة ملايين الخلايا السرطانية الجاهزة للوصول إلى أجزاء أخرى من الجسم.
آلية انتشار السرطان:
الانتشار الموضعي:
حيث ينمو السرطان وينتشر مباشرة داخل الأنسجة القريبة والملاصقة للورم السرطاني كما سبق وتكلمنا عن ذلك في طريقة النمو والانتشار سابقاً وخاصة في تجاويف الجسم المختلفة.
الانتشار من خلال الأوعية الدموية:
ولكي تنتشر الخلايا السرطانية بهذه الطريقة فإنه يجب عليها أولاً أن تفصل نفسها من الورم الأولي (السرطان الأولي هو السرطان الذي ينمو ويتضاعف في نفس الموضع الذي نشأ فيه من الجسم) ثم تنفذ وتنسل من خلال جدار الوعاء الدموي إلى مجرى الدم. وبعد أن تصبح في مجرى الدم فإنها تنساب معه خلال الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) وبعد ذلك فإنها تعاود النفاذ وتنسل من خلال جدران الأوعية الدموية (الشعيرات الدموية) إلى داخل الأنسجة للعضو وتثبت نفسها داخله وهذه العملية تسمى (Metastasis).
بعد ذلك تبدأ الخلية السرطانية بالتضاعف والانقسام غير المحتكم به والنمو لتكوين ورم جديد (السرطان أو الورم الثانوي) ومما سبق يتضح مدى تعقيد هذه العملية والتي تتطلب من الخلايا السرطانية أن تنجو من الجهاز المناعي وخلاياه المنتشرة في الجهاز الدموي وبذلك فإن أغلبها أو الجزء الأعظم منها لا ينجو في الجهاز الدموي وبذلك فإن أغلبها أو الجزء الأعظم منها لا ينجو من هذه الرحلة ولكن واحدة من عدة آلاف من الخلايا السرطانية في الدورة الدموية تنجو لتكون سرطان ثانوي.
الغالبية العظمى من الخلايا السرطانية تحطم وتدمر في الدورة الدموية عن طريق تعرف خلايا الدم البيضاء عليها ومن ثم تدميرها وخاصة الخلايا الليمفاوية وبعضها يتحطم عن طريق الطرَق والتصادم الذي تتعرض له خلال الانسياب والتدفق السريع للدم ولذلك كلما أسرعت الخلايا السرطانية في الالتصاق بجدار الوعاء الدموي والنفاذ منه إلى النسيج الجديد كان ذلك أكثر أمناً لها وفي بعض الأحيان تقوم الخلايا السرطانية بالالتصاق بالصفائح الدموية وتكوين ما يشبه جلطات صغيرة كنوع من الحماية لنفسها بالإضافة إلى أن هذه العملية تسهل لها عملية النفاذ من خلال جدر الأوعية والترشح منها إلى الأنسجة وبداية تكون ورم سرطاني جديد.
الانتشار عن طريق الجهاز الليمفاوي (Embolization):
هذا النوع من الانتشار يشابه الانتشار عن طريق الجهاز الدوري الدموي حيث تنفصل الخلية السرطانية من الورم السرطاني الأولي ثم تنفذ إلى الأوعية الليمفية وتسافر عبرها حتى تلتصق في القنوات الصغيرة داخل العقد الليمفية ومن ثم تبدأ في تكوين الورم السرطاني الثانوي ويعتبر أكثر طرق الانتشار شيوعاً بالنسبة للسرطان.
النمو الثانوي للسرطان في الغالب يتأثر باتجاه الدم أو الليمف من مكان النمو الأولي لهذا السرطان فمن المعلوم أن الدم المنساب من معظم أعضاء الجسم يذهب إلى الشعيرات الدموية في الرئتين ولذلك ليس من الغريب أن سرطان الرئتين من أكثر الأنواع انتشاراً سواءً للذكور أو الإناث. كما أن الدم المنساب من الجهاز الهضمي يذهب إلى الكبد وبذلك فإن سرطانات الجهاز الهضمي تنتشر إلى الكبد مباشرة وفي الحقيقة أن الكبد ثاني أكثر المواقع شيوعاً لانتشار السرطان.
Micrmetastasis:
ويقصد بها انتشار السرطان الذي يكون صغيراً ودقيقاً جداً بحيث لا يمكن رؤيته أو ملاحظته فلو كان هناك خلية سرطانية فردية أو منطقة صغيرة من نمو الخلايا السرطانية في مكان ما من الجسم فإن لا يوجد أسلوب أو طريقة تمكننا من فحصه أو اكتشافه بما فيه الكفاية، ولذلك فإن الكشف أو الفحص لعينات الدم بحثاً عن نوع من البروتينات التي تطلقها الخلايا السرطانية قد ينجح في الكشف عن الانتشار الدقيق لهذه الخلايـا.
من الهم أن نعرف أن النمو الثانوي للسرطان بغض النظر عن موقعه يحمل نفس خصائص النمو الأولي أو الورم السرطاني الأولي فمثلاً سرطان Lymphoma الذي ينشأ من الأنسجة الليمفاوية هو نفسه بنفس خصائصه عندما ينتشر مثلاً إلى الرئتين وينمو ثانوياً هناك.
الانتشار عن طريق الجراحة أو الزراعة:
وهذا النوع نادر ويحدث عرضياً عن طريق أخطاء بشرية مثل عندما يقوم المختص بأخذ عينة من النسيج (biopsy) أو يقوم الجراح بإجراء عملية وتكون الأدوات تحمل خلايا سرطانية تنمو وتنتشر في النسيج أو قد تكون متعمدة خاصة في التجارب على الحيوانات.
إن عملية انتشار ونمو الخلايا السرطانية تفتقر إلى آليات الكبح التي تتمتع بها الخلايا السلمية فالخلايا السرطانية تستمر في الحركة والهجرة في أي اتجاه فوق الخلايا المجاورة لها مع استمرار النمو وتكوينها لطبقات عديدة غير منتظمة تكون الورم السرطاني وبذلك تفشل هذه الخلايا في استقبال الإشارات المختلفة من الخلايا الأخرى فتقوم بغزو الأنسجة السليمة والانتشار فيها (المجاورة لها).
إن الغزو والانتشار للخلايا السرطانية يتطلب منها إفراز إنزيمات قادرة على تحليل وتكسير الحواجز البروتينية بين هذه الخلايا والأنسجة الأخرى السليمة أو جدر الأوعية الدموية كما تقوم الخلايا السرطانية بإنتاج بروتينات أخرى من مهامها تنشيط عملية تكوين ونمو أوعية دموية جديدة داخل الورم تقوم بتغذيته بالمواد المختلفة (angiogenesis) . وهذه العملية مهمة للورم خاصة إذا وصل إلى حجم مكون من حوالي مليون خلية لأن استمرار النمو للورم مرهون بتوفر الأكسجين والمواد الغذائية كافية.
عملية تكوين الأوعية الدموية داخل الورم السرطاني (Angiogenesis) تحدث تحت تأثير عوامل نمو تفرز بواسطة خلايا الورم نفسها حيث أن هذه العوامل تقوم بتنشيط الشعيرات الدموية الدقيقة في الأنسجة المحيطة بالورم على النمو وحثها على التفرغ لتكوين شعيرات دموية جديدة داخل الورم نفسه. ومن ناحية أخرى فإن هذه الشعيرات الدموية الجديدة الموجودة في الورم السرطان تؤدي دوراً هاماً جداً في عملية انتشار السرطان (Metastasis) وذلك لسهولة اختراقها بواسطة الخلايا السرطانية ومن ثم الوصول إلى الدورة الدموية الرئيسية والانتشار مرة ثانية في الجسم.
تعاني الخلايا السرطانية أيضاً من خلل عملية التمايز مما ينتج عنه فشلها في الموت الطبيعي المبرمج للخلية (Apoptosis) وفقدانها لعملية التميز يحدث مرحلة مبكرة بحيث تنعدم لديها هذه الخاصية فتستمر في الانقسام والنمو غير المتحكم فيه كذلك فإن الخلايا السرطانية غير مستقرة جينياً وهذا يؤدي إلى تقدم السرطان وظهور خلايا قادرة على مقاومة العلاج الكيميائي مع تقدم وامتداد فترة العلاج لمدة طويلة من الزمن.
مسببات السرطان:
السرطان عبارة عن عائلة من الأمراض التي تتصف بنمو وانقسام الخلايا بطريقة غير محكومة.
منذ القدم وضعت النظريات التي تحاول تحديد أسباب السرطان ومسبباته ومنها النظرية السوائلية لأبو قراط (Humoral theory) والتي تنص على أن الجسم يحتوي أربعة سوائل في حالة اتزان مع بعضها وإذا اختل هذا الاتزان مرض الجسم ومن هذه السوائل الأربعة العصارة السوداء (black bile) والتي يقول أبو قراط إن زيادتها في الجسم تسبب السرطان.
Lymph Theory:
استبدلت النظرية السوائلية حيث أن السائل الليمفي بحكم مروره وحركته خلال الأجزاء الصلبة من الجسم (عضلات وأنسجة ...) فقد اقترح Stahl Hofman أن السرطان ينشأ من تخمر واضمحلال الليمف المتفاوت في كثافته وحامضيته وقاعديته ودعم هذه النظرية بقوة John Hunter الذي قال أن الأورام تنشأ من الليمف.
Blastema Theory:
أتى بعد ذلك العالم الألماني Muller الذي نفى أن يكون الليمف هو منشأ السرطان وقال إن الخلية هي التي يبنى منها السرطان ولكن ليس من الخلية الطبيعية بل من عناصر بناء الخلية (blastoma) الموجودة بين الأنسجة الطبيعية.
:Chronic Irritation
العالم Virchow اقترح أن التهيج المزمن هو السبب في ظهور السرطان ولكن الألماني Falsely قال إن السرطان ينتشر مثل السوائل . الجراح الألماني Karl أثبت عملية الانتشار للسرطان أو عملية (Metastasis).
:Trauma
على الرغم من التقدم في فهم السرطان من عام 1800 إلى 1920 ميلادي إلا أن البعض كان يفكر بأن السرطان يحدث بسبب الكدمات أو الجروح واستمر هذا الفهم على الرغم من الفشل في إحداث السرطان لحيوانات التجارب بواسطة الجروح.
Parasite Theory:
في القرنين 17 ، 18 الميلادية كان البعض مؤمن بأن السرطان مرض معدي ولذلك فقد اضطر أول مشفى للسرطان في فرنسا إلى الانتقال خارج المدينة بالقوة خوفاً من انتشار العدوى بالسرطان . وفي عام 1926 ميلادي منحت جائزة نوبل بالخطأ لباحث علمي وثق حدوث سرطان المعدة بواسطة نوع من الديدان دون أن يثبت أو يوثق هذا البحث ومن بعدها فقد العلماء اهتمامهم بالنظرية الطفيلية.
النظرية الحديثة لمسببات السرطان (Carcinogens):
حديثاً اكتشفت الكثير من مسببات السرطان ففي العام 1911 ميلادي اكتشف العالم Peyton Rous ساركوما الدجاج والذي يسببه فيروس سمي فيما بعد بـ Ruos sarcoma Virus وحصل على جائزة نوبل. وبعد ذلك تمكن علماء في جامعة طوكيو من إحداث السرطان في جلد أرنب عن طريق مادة كيميائية (Coal Tar) . وفي الخمسين سنة اللاحقة اكتشف العلماء الكثير من المواد الكيميائية المسرطنة مثل التبغ (Tobacco) .
واليوم نحن ندرك ونتجنب الكثير من المواد المسببة للسرطان (Carcinogens) مثل : Coal Tar ومشتقاته مثل البنزين benzene وبعض الهايدرو كاربون مثل aniline المستخدمة في الأصباغ الاسبستوس وغيرها بالإضافة تجنب الإشعاع من مصادر متنوعة مثل الشمس والتي عرف أنها قد تسبب سرطان الجلد كذلك إشعاعات المفاعلات وبعض مراكز الطاقة خاصة النووية منها والمختبرات في المستشفيات أو المعامل أو المصانع الغذائية التي تستخدم الأشعة المتنوعة وكذلك علينا التأكد من سلامة مياه الشرب خاصة من مواد كيميائية مسرطنة مثل arsenic ، كما أننا اليوم نعرف بعض الفيروسات المرتبطة بحدوث السرطان مثل :
- الإصابة الحادة الطولية للكبد بالالتهاب الكبدي الفيروسي قد تقود إلى سرطان الكبد.
- أنواع مختلفة من فيروسات Epstein- Barr Virus تسبب عدوى Mononucleosis والتي تتضاعف إلى سرطان Hodgkin,s Iymphoma وسرطان Nasopharyngeal .
- فيروس الإيدز (HIV) يكون مصحوب بزيادة معدلات الخطر للإصابة ببعض أنواع السرطان وخاصة Kaposi,s Sarcoma وسرطان non- Hodgkin,s Lymphoma .
- فيروس Human papilloma Virus ((HPVS مرتبط بسرطان كل من (Cervix - Vulva - Penis).
وأكثر هذه الأسباب عرفت من قبل معرفة آلية نشوء السرطان بفترة طويلة.
تقسيم مسببات السرطان (Carcinogens):
بما أن تكون السرطان (الورم الخبيث) يتطلب خطوات عديدة فإن الحديث عن عامل واحد يسبب السرطان أمرٌ غير مقبول بشكل دقيق فالمحتمل أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى تكون الورم الخبيث تؤثر بطريقتها الخاصة في مراحل تكوين الورم المختلفة حتى ينشأ السرطان ، هذه العوامل المسببة للسرطان تسمى بعوامل الخطر والتي تشمل:
1- عوامل داخلية : عوامل التكوين الوراثي لكل فردٍ على حدة.
2- عوامل خارجية : وتتمثل هذه العوامل بالبيئة المحيطة بالفرد ومكوناتها المختلفة التي يتفاعل معها الفرد ويعايشها.
وعامة فإن العوامل البيئية الخارجية تعد أكثر عوامل الخطورة في الإصابة بالسرطان ومنها المواد التي يتعرض لها الفرد يومياً سواءً بالمصادفة أو المعايشة أو في مواقع العمل أو أن تكون مواد في الطعام والهواء. إن أكثر هذه العوامل شيوعاً على مستوى العالم هي :
التقدم في السن – التبغ – أشعة الشمس – الإشعاعات المؤينة – بعض المواد الكيميائية – بعض الفيروسات والبكتريا – بعض الهرمونات – تاريخ العائلة مع السرطان – الكحول – سوء التغذية وقلة النشاط البدني أو زيادة الوزن.
الكثير من هذه العوامل بالإمكان تجنبه وبعضها مثل تاريخ العائلة مع المرض لا يمكننا تجنبه. الناس بإمكانهم حماية أنفسهم من عوامل الخطورة بالبقاء بعيداً عنها بقدر المستطاع ولو شك الفرد في أنه قد يكون معرضاً لأحدها فيجب أن يناقش ذلك مع طبيبه وأن يعمل معه تقليل ذلك العامل مع عمل جدول للفحص الدوري حيث أنه مع الوقت فإن مجموعة من العوامل السابقة قد تؤثر معاً لتحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
المواد الكيميائية :
لعل أشهر المواد الكيميائية المسرطنة هي مادة (Coal Tar) والتي كانت من أول المواد المكثشفة ذات العلاقة بنشوء السرطان. وهناك الكثير من المواد الكيميائية المسرطنة المعروفة للعالم ولا زال ضرر بعض المواد الأخرى غير معروف ومجال للبحث إلى يومنا هذا. من المواد الكيميائية المسرطنة مذيبات الأصباغ مثل aniline بشكل عام وبعض أنواع المبيدات الحشرية والمواد الملوثة لمياه الشرب مثل مادة (arsenic) ومواد أخرى قد تتواجد في الأطعمة وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان. هناك أيضاً مواد خطرة في بعض مستحضرات التجميل وخاصة الرخيصة منها والتي تنتج من شركات مغمورة ولا تتبع لمتابعة دقيقة من جهات مختصة. هناك أيضاً المواد الكيميائية المؤلكلة التي تستخدم كمواد وسيطة في كثير من الصناعات مثل (dialkylnitrosamine – Aminoazodyes).
كذلك المذيبات العطرية مثل (Polycyclic aromatic hydro carbon) .
مثل (انتراسين – بيرين – بنزوانتراسين – فلورين) و هناك المركبات الأمينية المسرطنة مثل (2- اسيتيل امنيو فلورين ، 2- فلورين أمين ، بنزيدين، وغيرها الكثير وكذلك الأصباغ الآزو أمينية ومركبات النيتروز المختلفة.
العوامـل البيئيـة :
إن العوامل البيئية ذات صلة كبيرة بالسرطان ونوع السرطان بالتحديد ويتضح ذلك من خلال مقارنتنا لنسبة ظهور أنواع محددة من السرطان حول العالم فسرطان القولون مثلاً توجد أعلى نسبة ظهور له في الولايات المتحدة بينما أقل نسبة ظهور له توجد في الهند، هذا الاختلاف قد يكون له علاقة بالوراثة واختلاف الأعراق بين شعوب العالم بالإضافة إلى عامل البيئة وما تحويه من عوامل خطورة مختلفة. ومن الدراسة العددية فإن سبب اختلاف نسب السرطان على مستوى العالم يرجع بالدرجة الأولى إلى الاختلاف في عوامل البيئة والتي تكون مسؤولة عن حوالي 10% من حالات السرطان فمن المنطق بناءً على ذلك التعرف على عوامل البيئة المسببة للسرطان وإزالتها لمنع أو تقليل نسبة الإصابة بالسرطان.
التــدخــين :
يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية الأكثر شيوعاً في الإصابة بالسرطان كما أنه يعتبر السبب في موت حوالي ثلث الحالات من جميع إصابات السرطان المختلفة. أيضاً التدخين يتسبب بطريقة مباشرة في حدوث 80-90% من حالات سرطان الرئة والذي يعتبر من أكثر الأمراض المميتة على مستوى الولايات المتحدة على سبيل المثال (25% من إجمالي الوفيات بالسرطان) إضافة لما سبق فإن التدخين يسبب سرطان الفم البلعوم، المريء ، الحنجرة، المثابة والكلى . ومما يستحق الذكر أن التدخين وظهوره كعامل بيئي زاد من نسبة ظهور سرطان الرئة بمعدل عشرة أضعاف منذ العام 1930 ميلادي . ويعتمد خطر الإصابة بسرطان الرئة على كل من مقدار ومدة التدخين حيث يزداد لدى المفرطين بمقدار عشرين مرة عن غير المدخنين. إن تأثير الدخان على خلايا الجسم يتم عن طريق العديد من العوامل الكيمائية المسرطنة قوية المفعول التي يحويها الدخان مثل النيكوتين والقطران Tar والسيانيد (HCN) والتي تؤدي إلى إحداث تغيير بالخلية وتنشط انقسامها وبالتالي ينشأ الورم الخبيث.
الكـحــــول :
استهلاك الكحول بكميات كبيرة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمريء. كذلك الإفراط في تناول الكحول يبسبب تليف الكبد وبالتالي خطر الإصابة بسرطان الكبد نتيجة لازدياد انقسام الخلايا بعد حدوث الضرر المزمن في الأنسجة الكبدية جراء الكحول وكما هو الحال مع التدخين كعامل خطورة مستقل فإن التدخين وتناول الكحول معاً يزيد من خطر الإصابة بالسرطان أربعين مرة عن غير المدخنين وغير متناولي الكحول . أي أن كلاً من هذين العاملين يعزز النشاط المسرطن للعامل الآخر ومن هنا فإن التعرض لعوامل مسرطنة عديدة في الوقت ذاته يكون أعظم وبشدة من الخطر المتصل بالتعرض لكل عامل على حدة. وتعتبر الكحول عوامل مسرطنة ضعيفة الأثر في حيوانات التجارب ولكنها تعمل بالأساس على تعزيز أثر العوامل الأخرى ولذلك فإن الطريقة التي يؤثر بها الإسراف في تناول المشروبات الكحولية على زيادة معدل ظهور السرطان لاتزال غير معروفة.
الإشعــاع (المؤين) :
إن أشعة الشمس (فوق البنفسجية) تعتبر السبب الرئيسي في سرطان الجلد والذي يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً ولكنه لا يسبب الموت إلا نادراً بسبب انتشاره البطيء جداً في الجسم وسهولة علاجه وهو أنواع : سرطان الجلد غير القاتم وسرطان الجلد القاتم والذي هو أكثر خطورة من سابقه حيث أنه ينتشر بسرعة في أجزاء الجسم.
هناك أيضاً أنواع من الإشعاعات ذات الطاقة العالية المؤينة مثل الأشعة السينية (X- ray) والأشعة الناتجة من تحلل المواد الإشعاعية ذات النشاط المشع والتي ثبت تأثيرها على الإنسان والحيوان. فمثلاً فإن العاملون الذين يستخدمون الطاقة المشعة بكثرة في بدايات القرن العشرين (قبل معرفة خطرها) يعتبرون من أكثر الأشخاص الذين عانوا من سرطان Leukemia وكذلك نفس الشيء للذين تعرضوا للانفجارات النووية أو الغبار النووي في هيروشيما وناجازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية.
خطر الإصابة بالسرطان من التعرض للإشعاعات كما مر معنا في العوامل المسرطنة الأخرى يعتمد على كمية التعرض للإشعاع مع مراعاة اختلاف أنواع الإشعاع قي قدرتها على اختراق الأنسجة وفي كمية الضرر الناتج. إن الأشعة السينية المستعملة في التشخيص في المستشفيات تمثل عامل خطوة وإن كان إتباع الاحتياطات المناسبة قد قلل من خطر التعرض بالنسبة للمرضى والأطباء على حدٍ سواء وعموماً فإن الإقدام على استخدام الأشعة السينية في الكشف يجب أن يوازن الخطر الطفيف المتصل بالتعرض لهذه الإشعاعات التشخيصية مقابل الفائدة الكبيرة المتحصل عليها من إجراء هذا الكشف ومن الجدير ذكره أن الأشعة السينية تستخدم بكثرة في علاج السرطان عن طريق إعطاء جرعات عالية من الإشعاع تفوق في مقداراها الجرعات المستعملة في التشخيص الطبي والغرض منها قتل السرطان وهناك احتمال أن هذه الجرعات قد تتسبب في ظهور سرطان في جزء آخر من الجسم ومع ذلك فإن العلاج أكثر أهمية من القلق لاحتمال إحداث سرطان آخر.
غاز الرادون يعتبر مصدر طبيعي للأشعة ويتكون الرادون نتيجة تحلل اليورانيوم ويتسرب إلى البيوت من تحت الأرض أو يلتصق بجسيمات صغيرة في الهواء يستنشقها الفرد وتستقر في الرئة مسبباً مع الزمن والتراكم لهذه المادة في الرئة سرطان الرئة الناتج عن التعرض للرادون. لذا الواجب تعديل البيوت الغير آمنة من ناحية هذا الغاز أو الانتقال منها .
الغــذاء :
بعض الأغذية قد تحوي الكثير من العوامل المسرطنة وإن كانت المحاولات والدراسات المتنوعة في هذا المجال أدت إلى نتائج وتناقضات في الآراء ولذلك فإن دور الغذاء في أحداث السرطان لم يتم إثباته بصفة جازمة إلى الآن وإن كانت الأغذية الدهنية وذات السعرات الحرارية العالية تبدو علاقتها بازدياد نسبة الإصابة السرطان أكثر قوة خاصة سرطان الثدي والقولون وهذه العلاقة ظهرت في عدة بلدان ولكن هل الدهن الغذائي هو السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان أم أنه مجرد عامل مساعد لعامل آخر غير معروف . التجارب على الفئران تؤيد احتمال وجود صلة بين استهلاك الدهون وظهور سرطان الثدي في حالة زيادة نسبة تناول الدهن. ولكن لا يوجد ما يدعم مثل هذا الاحتمال بالنسبة للبشر أما خطر الإصابة بسرطان القولون وعلاقته بالأغذية الدهنية فقد تم إثباته بفحص مجموعات من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأطعمة المقددة والمدخنة والمخللات :
إن بعض المضافات إلى الأطعمة قد تكون عوامل خطورة في الإصابة بالسرطان حيث لوحظ وجود نسبة مرتفعة بين الإصابة بسرطان المعدة واستهلاك الأطعمة المقددة والمدخنة والمخللة والتي تحتوي على كميات كبيرة من الملح ومركبات حامض النيتريك والعامل المسرطن في هذه الأطعمة غير معروف ولكن مركبات حامض النيتريك يمكن بسهولة تحولها إلى مركبات النترات الأمينية المعروفة بقدرتها على إحداث السرطان في حيوانات التجارب . فيتامين (C) له القدرة على تثبيط عمل هذه المركبات ويوفر حماية للمعدة ضد السرطان.
عوامل أخرى في الأغذية لها دور في إحداث السرطان خاصة في حيوانات التجارب مثل مادة السكارين وعلاقته بسرطان المثانة في الحيوانات والبشر ولكن فقط عند الجرعات العالية جداً فقط ، أما الجرعات العادية فلم يثبت خطرها. من العوامل الأخرى الملوثات الغذائية مثل المبيدات الحشرية خاصة في الفواكه والخضروات أو بعض العوامل المنتجة أثناء تعليب الأسماء واللحوم وغيرها.
الـبــدانـــة :
يربط هذا العامل بمعدل السعرات الحرارية المتناولة وخاصة لدى النساء وعلاقته بسرطان الرحم والسبب في هذه العلاقة يعود إلى كمية إنتاج هرمونات معينة بواسطة الخلايا الدهنية مثل هرمون الاستروجين والذي يمثل عامل خطورة في الإصابة بسرطان الرحم في حالة زيادته عن كميته الطبيعية وهو هرمون يفرز من المبايض ويعمل على تنشيط انقسام الخلايا ، وبما أن الخلايا الدهنية تشارك أيضاً في إنتاج هذا الهرمون فإن ذلك يسبب ارتفاع مستوى هذا الهرمون بعد انقطاع الحيض وأيضاً يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ولكن بدرجة طفيفة.
الافلاتوكسينات :
الافلاتوكسينات عبارة عن مركبات طبيعية سامة تنتجها نوع من الفطريات تسمى (Aspergillas Vlavas) وتكون هذه المركبات عبارة عن نواتج أيضية ثانوية لهذا الفطر والافلاتوكسينات مثال على الملوثات التي قد توجد بالطعام وتعتبر عوامل مسرطنة شديدة المفعول وتنمو فطرياتها في الحبوب المخزنة بطريقة سيئة ويرتكز خطر الافلاتوكسينات في الإصابة بسرطان الكبد.
الافلاتوكسينات عبارة عن مركبات (Steroids) ولها عدة أنواع أخطرها Aflatoxin B1 و Aflatoxicol والتي تتفاعل مع البروتينات المنظمة لنمو الخلية مباشرة أو مع مجموعة الجوانين (N-7) الموجودة في مركب DNA وينتج عن ذلك زيادة معدل انقسام الخلايا الكبدية ونموها بشكل غير طبيعي وغير متحكم فيه محدثة سرطان الكبد.
الأدويـة والسـرطـان :
وجد أن بعض الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان كعامل ثانوي بجانب أثرها الأساسي على خلايا المريض وقد ألغيت أغلب هذه الأدوية إلا أن بعضها لا يزال قيد الاستخدام لأن فائدتها تفوق ضررها كعوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ومن الأمثلة على هذه الأدوية هرمون الاستروجين الصناعي (ثنائي إيثيل البسترول) والذي اكتشف علاقته بسرطان المهبل وسرطان عنق الرحم لدى بنات النساء اللاتي عولجن بهذا الدواء. وعلى ذلك تم إلغاء استخدام البسترول ولكن لا يزال يستعمل هرمون الاستروجين لعلاج أعراض انقطاع الحيض وضعف العظام ولكن لفترات محدودة لأن الفترات الطويلة قد تزيد من مخاطر نشوء السرطان. أيضاً فإن مركب الاستروجين هو المركب الأساسي في حبوب منع الحمل وقد سبب تناول هذه الحبوب ظهور زيادة كبيرة في نسبة سرطان الرحم ولذلك تم تخفيف جرعات الاستروجين في هذه الحبوب ووضعت معها القليل من جرعات البروجسترون والذي له قدرة على كبح انقسام خلايا الرحم . ومن الأدوية التي قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان الأدوية المضادة للسرطان نفسها فكثير منها يسبب الضرر للمادة الوراثية ولكن تبقى فائدتها أعظم من ضررها كذلك فإن بعض الأدوية التي تعمل على تثبيط وكبح وظيفة الجهاز المناعي في عمليات زراعة الأعضاء لمنع رفض الأعضاء المزروعة من قبل أنسجة الجسم يؤدي إلى زيادة الخطورة من الإصابة بسرطان الليموفما وساركوما كابوسي الذي يظهر بين مرضى الإيدز.
عوامل مسرطنة متصلة بطبيعة العمل :
ومن الأمثلة عليها ظهور نسبة مرتفعة من سرطان كيس الخصيتين بين الشباب الذين كانوا قد اشتغلوا في طفولتهم في تنظيف المداخن واكتشف هذا السبب بواسطة الطبيب البريطاني برسيفال بوت والذي أوضح أن سبب السرطان هو السخام الذي تراكم في ثنيات كيس الخصيتين ومن بعد ذلك اتخذت احتياطات وقائية لحماية العاملين في تنظيف المداخن مثل الألبسة الواقية والاستحمام بانتظام.
ومنذ ذلك الوقت أصبح من السهل الربط بين مسببات السرطان المتصلة بطبيعة العمل عن طريق ظهور نسبة عالية من نوعية معينة من السرطانات لمجموعة معينة من العمال في عمل أو مكان عمل معين. ولكن المشكلة تبقى في عدم ظهور المرض إلا بعد مرور وقت طويل من تاريخ التعرض للعامل المسرطن. كذلك فإن التعرض لمادة الاسبستوس (الحرير الصخري) الذي لا يزال يستعمل بكثرة في عمليات البناء يؤدي إلى زيادة كبيرة في نسبة الإصابة بسرطان الرئة للعاملين في المصانع والبناء على حدٍ سواء وكما هو الحال مع عوامل الخطورة السابقة الذكر فإن الخطر بزيادة التعرض لعامل الخطورة.
ملوثـات البيئـة :
إلى اليوم لم يثبت أن لملوثات البيئة دور في الإصابة بالسرطان سواءً في الأرياف أو في المدن الصناعية الكبيرة وإن كانت هذه المدن تعاني من نسب كبيرة في سرطان الرئة إلا أنه وجد أن السبب يعود إلى تدخينهم للسجائر أكثر من سكان الأرياف.
الملوثات أيضاً بالإضافة إلى وجودها في الهواء توجد في الماء وقد أدخلت بعض العوامل المسرطنة إلى مياه الشرب مثل البنزين وكلوريد الفينيل ولكن كميتها تبقى قليلة جداً في مياه الشرب إذا ما قورنت بالكميات الموجودة في المصانع لذلك لابد من وضع قوانين مراقبة صارمة لهذه الملوثات وتسربها إلى البيئة والأضرار التي تلحقها بالإنسان أو الحيوان.
طريقة التأثير لمسببات السرطان على الحيوان والإنسان :
مسببات السرطان تعمل بالدرجة الأولى على الإضرار بالمادة الوراثية للخلية إما عن طريق إقحام مادة غريبة في التركيب الوراثي أو حذف مواد جينية أو تعديلها أو حتى إعادة الترتيب لهذه الجينات بفعل العامل المسرطن وينتج عن كل الأحداث السابقة حدوث الطفرة الخلوية ومن ثم نشؤ خلايا غير طبيعية وغير سوية (خلايا خبيثة) تنمو وتتكاثر بطريقة غير متحكم فيها والنتيجة تكون إحداث السرطان.
إن أي ضرر يلحق بالمادة الوراثية الخلوية DNA يكون عن طريق التأثير على الأحماض النووية غير المؤكسدة عن طريق التفاعل للعامل المسرطن معها لإحداث التغيير في تركيبها الأصلي والذي بدوره يؤثر على وظائف بعض الجينات المسؤولة عن التنظيم الحيوي بالخلية.
والكثير من المعلومات عن طبيعة تأثير المسرطنات عرفة عن طريق التحليل لأنواع الطفرات بنوع محدد من المسرطانات (Carcinogens) .
فمثلاً فإن مركب الافلاتوكسين B السام المنتج بواسطة بعض الفطريات كما سبق الحديث عنه يؤدي إلى استبدال بـ G مع T من القواعد النيتروجينية في الجين المثبط للأورام المسمى P53 وفي أنواع أخرى من مركبات الافلاتوكسينات يحدث تفاعل لهذا المركب مع جزيء المادة الوراثية نفسها DNA عند ذرة النيتروجين السابعة (N-7).
مركبات أخرى مثل benzapyrene الموجودة في الدخان يقوم أيضاً باستبدال القاعدة النيتروجينية G بـ T في الجين المنظم P 53 .
أما تأثير الإشعاع متمثلاً بالأشعة فوق البنفسجية UV فيكون باستبدال القاعدتين CCG لتصبح TTG .
هناك بعض العوامل تسمى مولدات الطفرة Mutagen يحصل لها تنشيط ببعض المركبات مثل PKC activator فتتحول الخلايا الجلدية الطبيعية إلى خلايا سرطانية. كذلك فإن التراكم للطفرات يؤدي إلى تكون سرطانات Sarcoma مثل سرطان الثدي والقولون والبروستاتا والرئة حيث أن كل الأنسجة تحتوي على خلايا جذعية Stem Celle تقوم بالانقسام والتكاثر باستمرار بحيث تعوض الخلايا الطلائية المفقودة من الأعضاء المختلفة (الطلائية فقط بالنسبة للأنسجة العضوية) وعندما تتراكم الطفرات عليها أثناء انقسامها فإنها تحيد عن نظامها وتقوم بالانقسام والتكاثر السريع وغير المتحكم فيه مما ينتج عنه نشوء السرطان في تلك الأعضاء Sarcoma .
إن ظهور السرطان يحتاج إلى أكثر من عملية تغيير أو إضافة للجينات المثبطة للأورام لكي ينشأ . إن تأثير المسرطنات قد يصيب جينات سرطانية تسمى (Oncogenes) وهي جينات مسؤولة عن إنتاج بروتينات تؤدي إلى فقدان التحكم في النمو والانقسام للخلايا مما يؤدي إلى تحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية. وهذه الجينات المسرطنة يحدث التنشيط لها بالتغير في أليل (إحدى صور الجين لصفة معينة) بواسطة المسرطنات وهذا التنشيط يفوق التنشيط الطبيعي للجين بـ 50 مرة وهذا بدوره يعقبه تنشيط ثاني لنفس الجين والمحصلة النهائية تغير النشاطية بمئة (100) ضعف كناتج نهائي للتأثير على الجين المسرطن Oncogene بواسطة العامل المسرطن Carcinogen وبالتالي نشوء وظهور السرطان.
في الوقت الحاضر يعرف حوالي 20 جيناً تعتبر مثبطات Suppressors في الإنسان وتقوم المسرطنات بالتأثير عليها وتشمل :
• منظمات لدورة الخلية : p 53 – P 16 – Rb .
• مثبطات للنمو : WT1 – PTEN – APC – NF1 .
• مصلحات DNA : HNPCC – MSH2 – BRCA1
• جينات الموت الخلوي المبرمج (Apoptosis) : BAD – P 53 .
• جينات أخرى : VHL
ث) تجنب مسببات السرطان :
لكي تتجنب مسببات السرطان علينا أولاً معرفتها ثم السؤال :
أي هذه المسرطنات موجودة في محيطنا سواءً في محيط العمل أو في بيئتنا أو في المنزل أوفي الغذاء أو في أي شيء يكون لنا اتصال به ثم العمل على تجنب هذا العامل الخطر أو التقليل قدر الإمكان من التعرض له مع إتباع وسائل السلامة وإجراءات الحماية في مجال العمل وتنفيذها بدقة متناهية . إن الكثير من عوامل الخطر والتي سبق وتحدثنا عنها والتي تشمل :
- التقدم في السن.
- تدخين التبغ.
- التعرض لأشعة الشمس.
- التعرض للأشعة المؤينة.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- الإصابة ببعض الفيروسات والبكتريا.
- بعض الهرمونات.
- تاريخ العائلة مع السرطان.
- تناول الكحول.
- سوء التغذية .
- قلة النشاط البدني.
- البــدانـة .
- التقدم في السن.
الكثير من العوامل السابقة يمكن تجنبها والبعض مثل تاريخ العائلة مع السرطان لا يمكن تجنبه لأنه عامل وراثي بحت . الناس يمكن أن يساعدوا في حماية أنفسهم بالبقاء بعيداً عن عوامل الخطورة المعروفة قدر الإمكان كما أن الفرد إذا شك أنه في خطر للإصابة بالسرطان يجب عليه فوراً مناقشة ذلك مع طبيبه ومعرفة كيفية التقليل من هذا الخطر ووضع جدول للفحص الطبي المنتظم مع مراعاة بعض الأمور لمن يمكن أن يساوره الشك بأنه في خطر إصابة بالسرطان وهي:
- ليس كل شيء يسبب السرطان.
- الجروح والكدمات لا تسبب السرطان.
- السرطان ليس مرض معدي ولكن الإصابة بعدوى بعض الفيروسات أو البكتريا يجعلك معرضاً لخطر الإصابة بالسرطان أو بعض أنواعه ولكن لا أحد يصاب بالسرطان عن طريق شخص آخر.
- إذا كان لديك عامل أو أكثر من ذلك لا يعني جزماً أنك سوف تصاب بالسرطان.
- بعض الناس يكون أكثر حساسية لبعض عوامل الخطورة أكثر من الآخرين.
إن المقاييس الوقائية ضد الكثير من أنواع السرطان لا تزال غير معروفة ولكن بإتباع نظام غذائي صحي وممارسة نشاط رياضي منتظم مع تجنب التدخين والكحول وبعض مصادر الإشعاع والمسرطنات المتعلقة بالوظيفة والأدوية والفيروسات كلها عوامل مهمة في الوقاية كذلك فإن التعرف على العوامل المسرطنة التي توجد في البيئة بكميات قليلة ومحاولة إزالتها أمر مهم ولكن ليس بالضرورة ممكنناً في كثير من الأحيان كما أن ذلك قد لا يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير في غياب الوسائل السابقة أو الإهمال لها.
النظرية الأونكوجينية وعلاقتها بمسببات السرطان :
هي إحدى النظريات التي تفسر ظه