طفلك والتبول اللاإرادى
التبول اللاإرادى لدى الأطفال مشكلة يعانى منها نسبة كبيرة من أطفالنا .. ولقد أثبتت إحدى الدراسات الطبية أن واحداً من كل أربعة أطفال ما بين الرابعة والسادسة عشرة يعانى من هذه المشكلة فى وقت أو آخر وأن 12% من الأطفال فيما بين السادسة والثامنة من العمر يعانون منها باستمرار .. وأن نسبة 2% من صغار الراشدين يتبولون فى فراشهم .
ومن خلال هذه الأرقام يتضح لنا حجم هذه المشكلة التى تثير أزمة نفسية لدى الأطفال .. وتثير قلق الآباء خوفا على مستقبل أبنائهم .
ولأن المشكلة تتطلب الدراسة .. وأسلوبا خاصا للعلاج فإننا نتوقف أمام أسبابها وطرق علاجها مع د.سامية الجندى أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر .. والتى تتحدث بداية عن أسباب التبول اللاإرادى وتقول :
- هناك عدة أسباب وراء هذه المشكلة لدى الصغار وهى :
- أولا: أسباب عضوية .. كإصابة الطفل بمرض عضوى أو ضعف عضلات بالمثانة .. أو صغر حجم المثانة أو حدوث التهابات فى مجرى البول .. وقد يكون السبب الإصابة بفقر الدم ونقص الفيتامينات أو الإصابة بالبلهارسيا وغيرها من الطفيليات.
- ثانيا : أسباب نفسية .. فقد يلجأ الطفل لاشعوريا إلى التبول أثناء النوم كوسيلة لجذب انتباه الوالدين وإثارة اهتمامهما به بعد أن أصبح مركزه فى الأسرة مهددا بانصراف الأسرة عنه بولادة طفل جديد وما يصاحب ذلك من شعور بالغيرة والقلق .
أو قد يكون السبب حالة من الخوف تسيطر على الطفل سواء كانت طبيعية أو مرضية وتتسبب في اضطرابه الانفعالى .
- ثالثا : أسباب أسرية .. وتتمثل فى ممارسة الآباء لكثير من الضغوط على أطفالهم واستخدام العقوبة البدنية أو النفسية بشئ من الغلظة مما يثير عناد الطفل ويجعله يتبول لا إراديا عن عمد ليثير غضب الوالدين وحنقهم وتظهر هذه المشكلة لدى الأطفال الذين يعتمدون على امهاتهم فى كل شئ من أمورهم وعندما يريد أن يلفت نظر الأم إليه يتبول من أجل تحقيق ما تشتاق نفسه إليه .
وقد تظهر هذه المشكلة عند بعض الأطفال لدى التحاقهم بالمدرسة وذلك نتيجة عدم تهيئة الطفل نفسيا لهذه المرحلة .
والسؤال الآن كيف نقى أطفالنا الصغار من هذا السلوك المرضى .. وكيف يكون العلاج ؟!
- تقول د. سامية : من الأخطاء التى يقع فيها الآباء فى معالجة هذه المشكلة أنهم ينتقدون الطفل ويشعرونه بالخزى ويسرفون فى عقابه .. أو يظهرون اللامبالاة وعدم الاكتراث .. أو يحاولون اقناع الطفل بالتغلب على مشكلته بنفسه .. وفى حقيقة الأمر أن هذه الأساليب الثلاثة قد تزيد المشكلة تعقيدا .. ومن الأفضل أن نتناول المشكلة بأسلوب علمى فيه قدر من البصيرة والهدوء والواقعية مع اعطاء الثقة للطفل لكى يتغلب على مشكلته بنفسه فى نهاية الأمر .
والبداية المنطقية لعلاج هذه المشكلة تكون بالفحص الجسمى الشامل للطفل وإجراء التحليلات الأولية للدم والبول والبراز والتأكد من خلو الجسم تماما من أية أمراض عضوية تؤدى إلى التبول اللاإرادى .
أما بالنسبة لعلاج الأسباب النفسية فتكون بتنقية الجو النفسى والتوسط فى الثواب والعقاب .. واشعار الطفل بأهميته .. والعدل بين الأبناء وعدم التفرقة فى المعاملة بينهم .. وتعويد الطفل على الاستقلال بنفسه والتغلب على مسببات الخوف لديه .
وعلى الأسرة اتباع مجموعة طرق مع الطفل أهمها تعويد الطفل على دخول الحمام قبل النوم مباشرة وايقاظه بعد ساعتين من نومه أو أكثر لهذا الغرض وأن نمنع الطفل عن تناول الأطعمة التى تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من المياه قبل النوم.
منقول