عادة يصنف الأطفال المعاقون إلى المجموعات التالية :
1- الأطفال المعاقون بدنياً ( إعاقة بدنية ) :
هذا النوع يشمل الأطفال فاقدو البصر ، الأطفال الصم البكم ، الأطفال ذو الشق في الشفة العليا ، الشق في الحنك ، تشوه القدم و الطفل الكسيح .
أسبابها :
ناتجة عن إمراض مثل شلل الأطفال ، الشلل الدماغي ، أمراض القلب الخلقية ، حوادث الطرق ، الحريق وأنواع الأذيات الجسدية الأخرى . وهذه الحالات يمكن تلخيص مسبباتها إلى ثلاث مجموعات رئيسية
عيوب الولادة
العدوى ( الأخماج )
الحوادث العرضية .
وهذه يمكن الوقاية منها إلى حد كبير من خلال الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الولادة وأيضا بواسطة الاستشارات المتعلقة بالوراثة .
2-الأطفال المتخلفون عقلياً ( الإعاقة الذهنية ) :
وهي الحالة من دون المعدل من الوظائف الذهنية حينما يقل مستوى الأداء العقلي ( معدل الذكاء ) عن الـ 70 ـ 75 مع وجود صعوبات واسعة في مهارات التأقلم ويعتبر الوقت الأنسب لمعرفة واكتشاف التخلف العقلي هو البحث عن أي تأخر يحدث في مراحل في نمو الطفل .
الأسباب :
هناك عدة مسببات للإعاقة الذهنية منها ما يؤثر على نمو المخ قبل الولادة ، أثناء الولادة أو في فترة الطفولة المبكرة ، وقد تم اكتشاف المئات من المسببات ولكن يبقى السبب غير معروف عند ثلث الأشخاص المصابين . والأسباب الرئيسية الثلاثة للإعاقة العقلية هي:
متلازمة داون
متلازمة أكس الضعيف
وتعاطي الأم المشروبات الكحولية
ويمكن تصنيف الأسباب بشكل عام إلى المجموعات التالية :
الحالات الجينية الوراثية :
وهي تحدث بسبب خلل في الجينات المورثة من الوالدين أو عند التقاء جيناتهما ، أو بسبب اضطرابات أخرى تحدث للجينات خلال مرحلة الحمل بسبب الالتهابات ، أو كثر التعرض للأشعة أو عوامل أخرى ، وهناك أكثر من 500 مرض جيني مرتبط بالإعاقة الذهنية مثل P K U وهو اضطراب يصيب إحدى الجينات ويعرف باضطراب الأيض الذي يحدث بسبب نقص أو خلل في أحد الأنزيمات . وهناك متلازمة داون التي تعتبر مثالاُ على الاضطرابات المتعلقة بالكروموسومات ، و هناك متلازمة أكس الهش التي تحدث بسبب خلل في كروموسوم أكس وتعتبر هذه المتلازمة السبب الوراثي الأكثر شيوعاً للإعاقة الذهنية .
مشكلات أثناء الحمل :
مثل استخدام المواد الكحولية أو المخدرات من قبل الأم الحامل ، وقد بينت الدراسات الأخيرة مسؤولية التدخين عن زيادة مخاطر الإصابة بالإعاقة العقلية. والعوامل الأخرى التي تزيد من مخاطر الإصابة بالإعاقة العقلية تشمل : سوء التغذية ، بعض الملوثات البيئية ، مرض الأم أثناء الحمل مثل الإصابة بالحصبة الألمانية ، الزهري ، وكذا إصابة الأم بمرض نقص المناعة المكتسبة ( الايدز ) .
مشكلات تحدث أثناء الوضع :
وأبرزها هو عدم اكتمال مدة الحمل وانخفاض وزن الطفل عند الولادة ، بالإضافة إلى أذيات الولادة ، ونقص الأوكسجين والشلل الدماغي .
مشكلات تحدث بعد الوضع :
حيث أن أمراض الطفولة مثل السعال الديكي ، و جدري الماء و الحصبة و التهاب السحايا وغيرها يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالمخ ، وكذا أية حوادث أخرى لتعرض رأس الطفل إلى ضربة قوية ، كما أن المواد البيئية السامة كالرصاص والزئبق يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالجهاز العصبي للطفل .
عوامل أخرى :
مشاكل الفقر كسوء التغذية عند الطفل ( نقص البروتينات و نقص اليود ) ، سوء التغذية عند الأم ، زواج الأقارب ، الحمل بعد سن الأربعين ، كلها مرتبطة بالتخلف العقلي .
الحرمان الثقافي :
فالأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة المحرومة يحرمون من الخبرات المعيشية والثقافية اليومية التي يمر بها نظراؤهم في المناطق المتطورة .
3-الأطفال المعاقون اجتماعيا ( الإعاقة الاجتماعية ) :
الطفل المعاق اجتماعيا يعرف بأنه الطفل الذي يفتقد لنمو شخصية متوازنة والإظهار الكامل لإمكاناته تعاق بعوامل في بيئته الاجتماعية ، مثل عدم كفاءة الأبوين ، ونتيجة للحرمان الثقافي والاجتماعي . الأطفال المعاقون اجتماعيا يشمل أيضاً الأطفال اليتامى نتيجة موت أو فقدان أحد أبويهم ، والأطفال المهملين والفقراء المعدمين . وينبغي الإشارة إلى أن الأطفال المعاقين جسدياً وعقلياً يواجهون إعاقات اجتماعية إلى حد أنهم يكونون منبوذين اجتماعيا .
إن من أحد أهداف الخدمات الصحية للأم والطفل هو الوقاية من حالات الإعاقة والعلاج المبكر للأمراض لمنع تطور المرض إلى الضعف والعجز والإعاقة والوقاية لها ثلاث مستويات :
1-المستوى الأول : وقاية أولية ( ابتدائية ) والهدف منه هو منع حدوث الإعاقة من خلال تطبيق إجراءات وقائية قبل التخطيط للحمل ، قبل الولادة وأثناء الولادة وفي مراحل الطفولة حتى البلوغ ، والوقاية الأولية تشمل ما يلي :
الاستشارات المتعلقة بالوراثة : فالحد الأقصى لعمر الأم لولادة أطفال أصحاء من الناحية الوراثية هو ما بين 20 إلى 30 سنة ، ولكن بعد عمر 30 إلى 35 عاماً هناك احتمالية كبيرة لولادة أطفال غير طبيعيين من الناحية الوراثية مثل متلازمة دوان ، وفي المجتمعات التي يكون فيها زواج الأقارب شائعاً يجب الحد من هذه الظاهرة من خلال التثقيف الصحي .
الناس المعرضين للإصابة بالأمراض الوراثية يجب أن يحددوا وتقدم لهم كل الفحوصات المتاحة وتقديم النصائح الكافية حول الأخطار المستقبلية .
التطعيم : من أهم أسباب الإعاقة هو مرض شلل الأطفال الذي يمكن الوقاية منه بواسطة التطعيم له ولسائر الأمراض الأخرى كالحصبة الألمانية .
التغذية : التغذية المناسبة للأم الحامل مهمة جداّ لإنعاش الطفل المولود خصوصاً لخفض نسبة الولادة المبكرة المرتبطة ارتباطا وثيقاً بالإعاقة العقلية .
الرعاية الصحية للأم والطفل خلال جميع المراحل قبل وأثناء وبعد الولادة ، تجنب حدوث الأمراض المعدية ، وتجنب تعاطي الأدوية المسببة للتشويهات الخلقية ، وتجنب الأشعة السينية ، والتدخين .
العناية الخاصة للأم الحامل المعرضة للخطورة خصوصاً أثناء الوضع ، ومنع الحوادث المرضية .
2- المستوى الثاني الوقاية الثانوية :
الهدف الأكبر لجميع الأطفال مهما كانت حالتهم ومشاكلهم الصحية هو جعلهم أصحاء جسمياً وعقلياً واجتماعيا ، وهذا يشمل :
التشخيص المبكر للإعاقة : ويتحمل المسؤولية هنا الآباء بعرض أطفالهم على اختصاصي الأطفال والتشخيص يتطلب التاريخ الكامل للمرض وتقييم درجة الإعاقة ، ويتطلب فحوصات للقدرات الطبيعية للطفل وهذا يأتي من خلال الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية المدرسية .
العلاج : الأطفال المعاقون يحتاجون علاجات خاصة متيسرة مثل :
العلاج الطبيعي وهو معالجة المرض بالوسائل البدنية والميكانيكية ( كالتدليك والتمارين الرياضية والماء والضوء والحرارة والكهرباء ) ومثاله تمرينات للعضلات الضعيفة كما في حالات شلل الأطفال ، وتصحيح التشوهات .
العلاج المهني ( العلاج بالعمل ) : وهي طريقة في المعالجة قوامها تكليف المريض أداء نوع معين من العمل الخفيف يصرفه عن التفكير في نفسه ويعجل شفائه . فالمريض يعلم حسب قدرته ويجب أن يتذوق ممارسة أعمال فنية كالتلوين والرسم ، والخياطة ، وأشغال الخشب ، وصناعة الفخار وغيرها من العمال الفنية .
تعليم ملكة الكلام أو القدرة على الكلام لكي يتحدث بصورة طبيعية .
الجراحة الترقيعية : وهي إضافة عضو صناعي إلى الجسم البشري مثل الأطراف الاصطناعية المساعد المسمى ( أداة إلكترونية للمريض ثقيل السمع لتكبير الأصوات ) وغيرها من المعدات أو الأجهزة الأخرى ، والمصطلح الحديث لهذا الفرع من الطب هو العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل حيث أن الهدف منه هو تحسين الحالة البدينة للمريض .
التدريب والتعليم : الطفل المعاق يدرب ليعيش حياة مستقلة وهذا يسمى بالتوجيه الوظيفي حيث يمرن على القيام بأعمال ( اجتماعية أو دينية ) بنفسه ولا يكون عبئاً على الآخرين .
2-المستوى الثالث من الوقاية : لمنع تطور العجز إلى إعاقة دائمة هو :
إعادة التأهيل : وهو الاستخدام المتناسق لجميع الإجراءات الطبية والتعليمية والاجتماعية والمهنية لتدريب وإعادة التدريب للأشخاص لبلوغ أعلى المستويات الممكنة من القدرات العلمية والنشاطات النافعة بهدف خفض تأثيرات العجز الجسدي وتمكين المعاق من تحقيق التكامل الاجتماعي ليشارك بفعالية في النشاطات السائدة في الحياة الاجتماعية . إن عملية التأهيل تشمل الأتي :
إعادة التأهيل الطبي
لاستعادة الوظيفة
إعادة التأهيل المهني _______ لاستعادة القدرة على كسب الرزق
إعادة التأهيل الاجتماعي ________ لاستعادة العلاقات الأسرية والاجتماعية
إعادة التأهيل النفسي ________ لاستعادة كرامة الإنسان وثقته بنفسه
وهناك عدة فروع لهذا الطب التخصصي يجب توفرها لتساهم في هذه العملية وتشمل العلاج الطبيعي ، المعالجة المهنية ، علاج ملكة الكلام ، علم السمع ، علم النفس ، علم التربية ، الأعمال الاجتماعية والإرشادات المهنية .
وأخيراً فأننا نرى أن الأسرة يجب أن تساهم في تحمل مسؤولية الأطفال المعاقين بالعمل على تربية ورعاية هؤلاء الأطفال لأنها تحول دون زيادة أناس منحرفين أو شواذ أو خارجين على الجماعة ، بل أن المجتمع بأسره يتحمل المسؤولية ونطلب منه أن يعمل على أيجاد متخصصين فنيين ومدربين وفتح مدارس خاصة بالمعاقين وتأسيس نواد لهم وإقامة بحوث ودراسات في موضوع الإعاقة .