|
آثار الدمار في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة |
قصص الحرب
استوقفني منظر رجل يبكي على أنقاض منزله قرب مخيم جباليا، خالد عبد ربه وهو رجل شرطة في مدينة غزة. وقف قرب الأنقاض واخبرني أن الحي كان ساحة للحرب في السابع من كانون الثاني/ يناير. الدبابات الإسرائيلية طوقت الحي بعد قتال مع مقاتلي حماس. بواسطة مكبر للصوت أعطى الجنود الأمر لعائلة عبد ربه لمغادرة المنزل. خالد اخبرني كيف أن جنديا إسرائيليا أطلق النار وبكل دم بارد على ابنتيه آمال (سنتين) وسعاد (سبع سنوات) وقتلهما. أما ابنته الثالثة سمر (أربع سنوات) فقد أصيبت إصابات خطرة وترقد في المستشفى. بكل أسف اضطررت إلى عدم نشر هذه القصة المروعة. غير أن الجنود الإسرائيليين اعترفوا بقصص مماثلة.
شهادات
شهادات الجنود تعطي الانطباع أن إسرائيل لا تريد أن تعرف ما حصل، وهو أن جنودها عاملوا سكان قطاع غزة معاملة غير إنسانية وبوحشية، كما دمروا ممتلكاتهم الخاصة. "لقد كانت حياة الفلسطيني اقل قيمة بكثير من حياتنا"، هكذا قال احد الجنود في اللقاء.
أثناء الحرب التي دامت 22 يوما قتل في غزة أكثر من 1300 فلسطيني ومن ضمنهم مدنيون. أما من الجانب الإسرائيلي فقد قتل 13 شخصا. الأوامر العسكرية في ما يتعلق بإطلاق النار على المدنيين كانت مكتوبة بطريقة مبهمة كما انه لم يتم مراقبة تطبيقها أيضا، خاصة أثناء القتال داخل الشوارع، كان يتم إطلاق النار من دون إصدار أي تحذير. "الأبواب كانت تخلع، وتطلق النار فورا على من في الداخل، وفي طوابق البناية" على حد قول الجنود.
حوادث
الواقعة التي حصلت مع عائلة عبد ربه في جباليا لا يمكن استقصاؤها من شهادات الجنود الإسرائيليين، غير أنها قد فتحت الباب واسعا للتحقيق في عدد محدد من جرائم أخرى حصلت. كما اخبر جندي أن احد جنود فرقته تلقى الأمر بإطلاق النار على امرأة عجوز فلسطينية وقتلها. "لقد كانت جريمة قتل بدم بارد" يقول الجندي.
ويخبر جندي إسرائيلي آخر عن قتل قناص إسرائيلي لامرأة وولديها ويقول "لقد اقتحمنا منزلا وكانت العائلة الفلسطينية لازالت في الداخل، وتم جمع أفراد العائلة في غرفة. وعندما جاءت فرقة عسكرية إسرائيلية أخرى، أردنا إخلاء المنزل، اخبرنا مركز القناصة الموجود على السطح بذلك"
ويتابع الجندي الإسرائيلي القول "عندما أطلق سراح العائلة الفلسطينية أمرهم قائد الفرقة العسكرية بان يذهبوا من الجهة اليمنى للمنزل. إحدى الأمهات فهمت الأمر خطأ واتجهت مع ولديها إلى الجهة اليسرى، ولم يبلغ احد القناص الموجود على السطح بذلك وقام بعمله المطلوب منه وهو الانصياع للأوامر المعطاة له وأطلق النار على ألام وولديها على حد قول الجندي.