أسس يجب مراعاتها عند الإجابة عن تساؤلات الأطفال

أسس يجب مراعاتها عند الإجابة عن تساؤلات الأطفال

هناك العديد من الأسس التي ينبغي أن يضعها المحيطون بالطفل في حسبانهم عند الإجابة عن تساؤلات الأطفال عامة وتساؤلاتهم الدينية خاصة ، ومن هذه الأسس :

1- الطفل لا يدرك ما ندركه نحن الكبار عن معنى القيم والمبادئ ، والأمور الدينية البعيدة عن مستوى إدراكه ، ولكنه – بطريقة ما – ينشئ في نفسه قاعدة تبنى عليها تلك المبادئ في المستقبل فإذا كانت القاعدة مضطربة ، ومعوجة فليس لنا أن نأمل أن تكون القيم والمبادئ سليمة عنده .

2- أن يهتم الآباء ، والمعلمات بتثقيف أنفسهم فإننا في السنوات الأولى في حاجة ماسة إلى عملية تثقيف تتعلق بخصائص ومتطلبات النمو للطفل في تلك المرحلة ، وقد تبدو في البداية هذه العملية صعبة ، ولكن يمكن التغلب عليها من خلال استخدام وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في نقل المعلومات المبسطة والتي تتفق مع جوهر الدين.

3- استجابة الوالدين ، والمعلمة لتساؤلات الأطفال دون ضغط ، أو تأنيب ، أو توبيخ ، أو أمر بالسكوت ، أو دون ، وصفهم بالنقص ، أو التقصير ، أو سوء الأدب ؛ لأن ذلك يجعلهم في نظر الأطفال مصدر كل معرفة ويرجعون إليهم للسؤال عن الموضوعات الجديدة .

4- كثيراً ما ينسى الأطفال إجابة الوالدين أو المعلمة فيسألون ثانية نفس السؤال مرة ومرات وعندما تلاحظون ذلك فاعلموا أن الأطفال يضعون كل ثقتهم فيكم ، وهو لا يريد من السؤال أكثر من أن يظهر لكم مقدار ما يكنه لكم من ثقة .

5- الأسئلة التي تثار عن الله مثل لماذا لا نرى الله ؟ أو الأسئلة الجنسية المحرجة يمكن أن تواجه بهدوء وثقة من جانب الوالدين و المعلمة .

6- أن نضع في الحسبان أن الطفل يوجه تساؤلاته ، كما لو كان الجواب عنها ممكناً دائماً، وكما لو لم يكن للمصادفة يد قط في سير الحوادث ، كما أنه يعجز عن إدراك فكرة " المفروضات " DONNEES من حيث هي مفروضات وهو يرفض أن يسلم بأن هناك حوادث اتفاقية يقبلها من حيث هي دون أي تعليل وتبرير فلديه إذن ميل إلى التبرير بأي ثمن ، واعتقاد تلقائي بأن كل شئ يرد إلى أي شئ ، وأنه من الممكن تفسير كل شئ ، وبأي شئ.

7- الطفل كثير الإلحاح والتكرار في تساؤلاته فهو لا يكف عن وضع التساؤل أمام أبويه ، أو المعلمة ، ويلح في الحصول على الإجابة عنها ، كما أنه يراجعها من وقت لآخر وقد يعود لاستكمال إجابة سبق أن أعطيت له.

8- قد يقبل الطفل أية إجابة نعطيها له عن تساؤله ولكنه سرعان ما ينوع وينتقل بسرعة إلى سؤال آخر.

9- الغريب أن كثيراً من الأطفال لا ينتهون إلى ما تتضمنه الإجابة من معنى بقدر ما يهتم بأن يستجيب له الكبار بما يطمئنه ويشعره بالأمن ، والاطمئنان ، والواقع أن الآباء ليس أمامهم في كل المواقف سوى أن يستجيبوا لكل تساؤلات أطفالهم ، وأن تكون إجابتهم بطريقة واقعية صادقة ومبسطة تتناسب مع المستوى العقلي للطفل ، وذلك دون شعور بالحرج ، و الضيق فالطفل في حاجة إلى مزيد من الاستقرار ، والهدوء ، والأمن ، وليس العكس.

01- الطفل في هذه المرحلة يكثر من الأسئلة عن ماذا ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ ومن ؟ لذلك سميت هذه المرحلة بمرحلة الأسئلة ، والطفل حين يفعل ذلك لا يحتاج من الإجابة عن أسئلته إلا إلى الإجابة المثيرة القصيرة ، فهو لا يعنى بالتحليل ولا بالتفصيل .

11- يمكن تدريب الطفل على أن يبحث بنفسه عن إجابات لتساؤلاته من عمر صغير جداً ، ويمكن أن ندعو الأطفال إلى الإجابة عن أسئلة بعضهم البعض ، ولعل هذا يسهم في خلق نشاط عقلي سليم.

ومن الأسس المهمة أيضا :

أ - الترحيب بالأسئلة ، والتشجيع على طرحها ، وتهيئة المناسبات لطرحها.

ب - المصارحة والإجابة ببساطة ، وبصدق ، وبقدر فهم الطفل.

ت - الإجابة دون خجل ، أو ابتسام ، أو لهجة حادة.

ث - الإجابة بروح مشبعة ، بالاحترام ، والمحبة ، والقبول.

ج - عدم انتقاد الطفل لأسئلته السخيفة.

ح - شرح وتعليل كل ما هو غامض ، أو مثير ، أو حدث غير سار ، أو كارثة للطفل بصورة مختصرة – وفوراً – وبأمانة تامة.

خ - عند تقديم مفهوم"الله" للطفل : لا يجب تقديمه وكأنه شرطي ، بل يقدم على أساس أنه خالق الكون.

د - على الأم أن تضحي بالوقت والجهد ؛ لتجيب عن أسئلة الطفل ، وأن تجيب راضية وبأسلوب يشبع شغفه ، ويخفف قلقه.

ذ - تستطيع أن تقول (لا أعرف) : ولكن لا تشعر الطفل وكأنك تقول : انصرف عنى ، أو لا تسأل أسئلة سخيفة ، ولكن اتبعها بقول : هل لديك اقتراح لاستنتاج الإجابة أو لنشترك معاً في البحث عن إجابة

د/ عبدالرازق مختار محمود

» تساؤلات الأطفال
» لماذا تتأخر الإجابة؟
» تساؤلات عابر سبيل
» لماذا وكيف ومتى وأين ؟ (( تساؤلات الطفل المبدع ))
» ملف كامل لطب الأطفال *