عادل طه عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2282 نقاط : 3608 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 56
| موضوع: نهاية خروف شجاع .. الجمعة يناير 07, 2011 2:08 pm | |
| نهاية خروف شجاع في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الاعلام ... كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ...
منتظرا وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ
في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود .
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .
وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة ....
ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث..
وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي
الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ...
وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة ....
وكانت الوصية تقول :- حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك
الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .
قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن
الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ...
اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فماجاء بنا هذا الجزار
الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها
بلا شك لن تضر ....
انتفض ذلك الكبش انتفاضة الاسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط
القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره .
لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك
الكبش الهارب....
أمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة ....
كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع
نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت
مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو
يقول ..... بسم الله والله أكبر
خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى
اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف
يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى
بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه
وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر .
وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل
به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسيرخلف هذا الخروف الى المسلخ....
وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ...
انها فعلا خراف تستحق الاحترام.
كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن
تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ..
أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم
مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق ...
فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها...
والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف
حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ..." لا تقاوم ..." ....
في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ...
كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه
كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره .
لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب .
وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة .... لم يكد يصدق عينيه ...
صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح
ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون
خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...
وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير
تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم
من سكين الجزار ....
وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع ....
في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة
سياج الزريبة مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد ..........
ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح ...
نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .
نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع
ذلك الخروف " الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر .
كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء
ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...
ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير ....
أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت
أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم ....
كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها
معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ .
فليأت واحد بعد الاخر .... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....
وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة ...
وهذا ماجنته ايديكم ايها الخراف الغبية
في الختام ... مجرد سؤال استنكارى بسيط : ما هو أصل الخرفان ؟؟ !!!
أبو حبيبة | |
|
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |
الأستاذه المدير العام
عدد المساهمات : 4137 نقاط : 4604 تاريخ التسجيل : 10/12/2008
| موضوع: رد: نهاية خروف شجاع .. الأربعاء يناير 12, 2011 3:10 am | |
| ممكن نقول عليه آخر الخراف المحترمين وياترى هيتجرأ بعده خروف تانى ولا كله تمام يا فندم وخليكم مع الخرفان لاحسن ننسلخ ماشى
| |
|
إشـــراقة حـــب عضو ذهبى
عدد المساهمات : 1504 نقاط : 2142 تاريخ التسجيل : 14/12/2010 العمر : 63
| موضوع: رد: نهاية خروف شجاع .. الأربعاء يناير 12, 2011 1:07 pm | |
| سيدى الفاضل لك التحية والتقدير لشخصك الكريم
ولكنى اختلف معك فى هذا التشبيه
فلا الكل خراف ولا من ضمن القطيع
وان كان هذا فمن هو الذى جعل الجزار هكذا غير صمت البشر وصفوة ومثقفى المجتمع الذين يسبحون بحمد هذا الجزاااااااررر
منذ متى والخيانة هى وصف مجتمع بكاملة الا بعد ان قال كل فرد فى نفسى وبس بطريق الصح او الخطا الرشوة من اصغر فرد الى اكبرهم
يا سيدى الخروف الشجاع او الفرد الشجاع ما هو ضحية جزار بقدر ما هو ضحية صمت من حوله من افرد مجتمعه
وفى النهاية سوف ياتى الجزار او الفرعون ومعة حجته ((( ما كنت افعل هذا الا بكم انتم )))
ايها الصامتون المرتشون والمنافقون وقبلكم كل الصامتين
ولكن عذر الصامتين هو جهلهم المبين
دمت بود وسعادة
يا اخى الكريم | |
|
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| |
noor عضو ذهبى
عدد المساهمات : 3399 نقاط : 3848 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 48
| موضوع: رد: نهاية خروف شجاع السبت سبتمبر 17, 2011 10:08 am | |
| بيدبا .. أم ابن المقفع ؟!! من المعروف تاريخيا أن كتاب كليلة ودمنة هو للكاتب الفيلسوف الهندي بيدبا .. وقام عبد الله بن المقفع بترجمتها إلى اللغة العربية ، وكان هذا هو المشهور حتى وقت قريب .. لكن هل هذه هي الحقيقة ؟؟ حسنا .. إليكم هذه المفاجأة التي فجرها الدكتور محمد رجب النجار ، في كتابه : كليلة ودمنة تأليفا لا ترجمة .. والذي يعد بحثا علميا أكثر منه كتاب تاريخي ..
وجاء في تقديم دار النشر التي قامت بطباعة الكتاب ( الهيئة العامة لقصور الثقافة - سلسلة الدراسات الشعبية ) ما نصه : (( من المستقر في جميع الأبحاث والدراسات أن مؤلف كتاب كليلة ودمنة هو الفيلسوف الهندي بيدبا, لكن عالم الفولكلور الرائد د. محمد رجب النجار ، صاحب الخبرة الموسوعية في فنون البحث والاستدلال رفض الاقتناع بذلك وألقى بنفسه في خضم بحث عميق خلص منه إلى نتيجة مبهرة هي أن مؤلف كتاب كليلة ودمنة هو عبد الله بن المقفع. والنجار بذلك يعيد نسب الكتاب إلى صاحبه ويؤكد مدى عبقرية القريحة العربية التي طالما اتهمت بالجمود ..))
وفيما يلي تحليل فني لما تناوله الكتاب من نقاط في هذا الخصوص .. بقلم : محمد خير
هل يمكن أن تكون حكايات «كليلة ودمنة» التي تروي الحكمة على ألسنة الحيوانات، عربية لا هندية؟ هل استطاع عبد الله بن المقفع أن يخدعنا على مدار ثلاثة عشر قرناً من الزمان، تماماً كما خدع الحاكم أبا جعفر المنصور، فأقنعه وأقنعنا بأنّه مجرّد مترجِم للقصص الشهيرة، بينما هو بن المقفع ؟؟ مؤلفها في الحقيقة
المفاجأة هنا، ليست في هذا الاحتمال بحدّ ذاته، بل في شيوعه وانتشاره ـــ شبه السرّي ـــ بين علماء التراث والفولكلور العرب. فهم وإن لم يقتنعوا جميعاً بتأليف الحكايات على يد المقفع، فإن معظمهم يملك على الأقل أدلّة تنفي نسبة العديد من حكايات «كليلة ودمنة» إلى الأصول الهندية/ الفارسية. وقلّة ـــ مهمّة ـــ منهم تجزم يقيناً بأنّ معظم حكايات الكتاب وأسلوبه وصياغته هي إبداع أدبي خالص لابن المقفع.
على رأس هؤلاء يأتي الدكتور محمد رجب النجار، أحد أهم روّاد دراسات الفولكلور العربي الذي رحل قبل حوالى ثلاث سنوات. لكن كتابه الهامّ «كليلة ودمنة... تأليفاً لا ترجمة» انتظر حتى 2008 كي يبصر النور من خلال سلسلة الدراسات الشعبية الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة . في مقدمة الناشر، يحكي رئيس تحرير السلسلة الروائي خيري شلبي تحت عنوان «رد غربة كليلة ودمنة»: «أودعني الدكتور النجار مخطوطة كتابه قبل رحيله بأيام معدودة، تقع في مئتين وخمسين صفحة من القطع الكبير (...) وقد رأينا أن يصدر في ذكرى رحيله، ولأنه يعتبر بحثاً استثنائياً، فقد وجب الاحتفاء به والدعوة إلى قراءته وتنشيطه على نطاق واسع». القطع الكبير تحوّل إلى 400 صفحة من القطع المتوسط، والدراسة استثنائية حقاً لكنّها لم تناقش على النطاق الذي ارتجاه شلبي أو النجار، ربما لأنّ الأفكار المستقرة الثابتة تبقى مستقرة ثابتة في العالم العربي، حتى لو عاكستها الحقائق والنتائج البحثية .. . ثلاث قضايا استهدف الكتاب/ البحث إثباتها بشأن «كليلة ودمنة». يقول المؤلف: «الأولى تأكيد نسبة الكتاب إلى ابن المقفع، باعتباره مؤلفاً لا مترجماً. الثانية إثبات عروبة الكتاب وأصالته تأليفاً لا ترجمة. الثالثة منح الكتاب صكّ الانتماء إلى الثقافة القومية والأدب العربي، باعتباره نصّاً إبداعياً أصيلاً من إنتاج الثقافة العربية الإسلامية في عصرها الذهبي».
إنّ علماء الفولكلور والباحثين العرب الذين يؤمنون بصدق القضايا الثلاث المذكورة آنفاً، لم يقدّموا من الأدلّة سوى ما يُسمّى في علم المنهجية «الأدلة السلبية التي تقدّم نصف الحقيقة».
يقول المؤلف «أدلّة تنفي فعل الترجمة، لكنّها لا تثبت فعل التأليف». الفعل الأخير هو ما يثبته البحث من خلال الأدلّة التي يقدّمها، متكّئاً على ثلاثة محاور أساسية «المحور التاريخي، المحور الفلكلوري والمحور الأدبي المقارن. والأخير يؤكد خلاله أنّ النسخة العربية لابن المقفع «مفارقة تماماً» للكتاب الهندي («البنجاتنترا» وتعني «أسفار الحكمة الخمسة») الذي قيل إنّ «كليلة ودمنة» مأخوذ عنه من حيث البنية السردية، المورفولوجية والدلالية والوظيفية. ويؤكّد المؤلّف بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ الكتاب العربي كان تأليفاً لا ترجمة.
يسوق المؤلف عدداً من الملاحظات بخصوص «معضلة الانتماء والتأليف»، من بينها انتشار بعض حكايات «كليلة ودمنة» في صيغتها الفارسية» خلال العهد النبوي، قبل أكثر من مئة عام على ولادة ابن المقفّع (724م ــ 106 هجرية). ومع ذلك، فإن الورّاق العربي الأشهر ابن النديم لم يستخدم مصطلح «ترجمة» لدى حديثه عن كتاب «كليلة ودمنة»، بل استخدم لفظة «تفسير»: فسّره ابن المقفع ( ... ) ذلك أن ابن النديم وجد نفسه أمام نسخ متعددة للكتاب: هندية وفارسية وعربية، وأنّ النسخ العربية نفسها متباينة في عدد فصول الكتاب، ثم يعود ابن النديم لاستخدام كلمة «يعمل» بمعنى يؤلف ويصنّف. وهي الحال مع كلّ كتب ابن المقفّع الذي قُتل قتلة مرعبة في سنّ الخامسة والثلاثين على يد سفيان بن معاوية.
لكن الكتاب الذي قتل صاحبه في عهد أبي جعفر المنصور، عاد ليزدهر وينتشر في عهد الخليفة المأمون، حتى كان ينفد باستمرار من أسواق الورّاقين، وأعيدت ترجمته إلى الفارسية مراراً. وعندما طلب الوزير يحيى البرمكي من كاتبه عبد الله الأهوازي، ترجمة النصّ الفارسي (كان لم يفقد بعد) إلى العربية مرة أخرى إبان خلافة المهدي، اكتشف مدى خلوّ النص الفارسي من «روح التمرد والثورة التي أضفاها ابن المقفع على حكاياته، «صياغة وفكراً، رأياً ورؤية». من هنا، استغلّ الكتاب في الصراع الثقافي والسياسي بين الفرس والعرب أثناء الدولة العباسية، واهتم الفرس بالكتاب في نسخته العربية حتى نسي الأصل «البهلوي/ الفارسي» تماماً وفقد. ذلك أنّ الرؤية السياسية التي أضفاها ابن المقفع على الحكايات، اتفقت كثيراً والأيديولوجية التي انطلق منها الفرس في الصراع الشعوبي بينهم وبين العرب.
إن «نظرية الاستعارة» التي دعا إليها العالم الألماني تيودور بنفي (1809ــ 1881)، ترى أنّ الهند هي المستودع الأساسي الذي أمدّ الشعوب بمادة الإبداع الأدبي «على لسان الحيوان»، ثم رحلت تلك القصص إلى أوروبا عبر فارس والجزيرة العربية وفلسطين. ومع أنّ بنفي طبّق نظريته في 1859 على «كليلة ودمنة»، مؤكداً أنّ أصول الكتاب هندية وهو ما لم ينكره ابن المقفع نفسه، فإنه يقرّ بأنّ الكتاب العربي «كليلة ودمنة» «قد نجح دون الكتاب الهندي (البنجاتنترا) في الارتقاء بفن القصة على لسان الحيوان من مستوى الأدب الشفهي إلى مستوى الأدب الرسمي لأول مرة في الآداب القديمة».
عبر منهج علمي صارم وأربعة فصول، يناقش المؤلف ويحلّل علاقة النص العربي بالهندي، ويفرّق بينهما، واضعاً يده على الإضافات والتعديلات والتغييرات التي أضافها ابن المقفع، وتلك الفصول التي ابتكرها وليس لها أثر في النص الهندي إطلاقاً. ويحلّل اللغة السردية في النصّين والحكاية الإطارية التي تجمع بين القصص في النصّين. وقد جاءت على شكل حديث بين ملك وفيلسوف في الكتاب العربي، وعلى شكل حديث موجّه إلى أمراء صغار في النصّ الهندي، ثم اختلاف الرسالة بين الكتابين، والجمهور المخاطَب، ثم يعرض لفصل «الفحص عن أمر دمنة»
وهو غير موجود إطلاقاً في أيّ أصل غير عربي.
إلا أنّ أكبر فصول الكتاب، هو ذلك الذي يعرض عدداً كبيراً من الحكايات المقارنة بين النصّين، موضحاً الفروق بينهما، ومدوّناً ملاحظات الباحث المؤلف عن الكتابين. قد لا يكون كتاب «كليلة ودمنة... تأليفاً لا ترجمة» سهل القراءة، بصفته بحثاً علمياً، لكنّه بلا شك فائق الأهمية، مع أن مؤلفه يدرك «كم هو صعب أن تغيّر رأياً علمياً راسخاً منذ ألف وثلاثمائة سنة في بطون الكتب وأذهان الباحثين وعقول العلماء». ولا شك في أنّ الأمر يزداد صعوبةً في عالم عربي يعشق الجمود. محمد خير
*** *** *** *** ***
أعتذر عن الإطالة .. لكن الموضوع اثار لدي الفضول الشديد لمعرفة تفاصيله .. ,احببت ان انقله إليكم كما قرأته ..
تحياتي للجميع
| |
|