ضــد الشـــيطان
الحصن الأول : ( الإخلاص )
إن تحقيق الإخلاص هو سبيل الخلاص من الشيطان باعترافه هو حيث يقول تعالى على لسانه :
(( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ))
فقد اعترف الشيطان بعجزه عن إغواء المخلصين . فمن المخلص ؟ ( هو الذي يعمل ولا يحب أن يحمده الناس )
وقيل : ( المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته )
الحصن الثاني : ( تحقيق العبودية لله وحده )
العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة . وأقسام العبادة أربعة هي :
( أ ) العبادة البدنية كالصلاة والصيام والركوع والسجود والحج والطواف .
( ب ) العبادة المالية كالذبح والنذر والزكاة والصدقة .
( ج ) العبادة القلبية كالخشوع والخضوع والذل والانكسار والمحبة والاستعانة والخوف والرجاء والتعظيم والرهبة
( د ) العبادة القولية كالحلف والاستغاثة والدعاء والاستعاذة .
الحصن الثالث : ( لزوم الجماعة )
إن الالتزام بالجماعة مطردة للشيطان مرضاة للرحمن فعليك بالجماعة إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية الشاردة
فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أراد بحبوحة الجنة
فليلزم الجماعة فأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ))
الحصن الرابع : ( المحافظة على صلاة الجماعة )
إن التهاون في صلاة الجماعة يجرىء الشيطان على الإنسان فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة , فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ))
قال الله تعالى (( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ))
الحصن الخامس : ( الالتزام بالكتاب والسنة )
قال تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ))
وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية وبينها فقد ( خط صلى الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال :
(( هذا سبيل الله مستقيما )) وخط عن يمينه وشماله ثم قال : (( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ))
الحصن السادس : ( الاستعانة بالله على الشيطان )
أعلم أنك لن تستطيع أن تتغلب على الشيطان إلا بإعانة الله لك وتوفيقه إياك . فإذا أردت أن تتخلص من كيد الشيطان فاستعن بخالقه يصده عنك ويحمك منه
الحصن السابع : ( كثرة الطاعات )
إن الإكثار من الطاعات يرغم أنف الشيطان ويذله . روى الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : ياويله أمر
ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة , وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار )) ( وفي رواية يا ويلي )
الحصن الثامن : ( الاستعاذة )
الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من كل ذي شر ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي :
أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به ,
أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فأن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله سبحانه وتعالى . . .
قال تعالى (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ))
وقال سبحانه (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ))
الحصن العاشر : ( سورة البقرة )
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تجعلوا بيوتكم قبورا فأن البيت
الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان )) وقال صلى الله عليه وسلم (( اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم
فأن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة ))
الحصن الحادي عشر : ( آية الكرسي )
في حديث أبي هريرة وفيه أن الشيطان قال له : (( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فأنك لا يزال عليك من
الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )) وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا (( صدقك وهو كذوب ))
الحصن الثاني عشر : ( عشر آيات من سورة البقرة )
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه (( من قرا عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان
تلك الليلة : أربع من أولها , وآية الكرسي وآيتان بعدها و وثلاث آيات من آخرها ))
الحصن الثالث عشر : ( الآيتان من آخر سورة البقرة )
قال صلى الله عليه وسلم (( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه ))
وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق
السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ))
الحصن الرابع عشر : ( المعوذات )
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما
فقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من
جسده , يبدأ بهما على رأسه ووجهه , وما أقبل من جسده يفعل ذلك مرات )
الحصن الخامس عشر : ( أذكار )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة
ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ))
الحصن السادس عشر : ( حفظ البصر )
عن النبي صلى الله عليه وسلم (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس , فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة
يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه )) ولما كان البصر جارا إلى المهالك وجالبا للمخاطر فقد نهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن إطلاقه فقال لعلي رضي الله عنه (( لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ))
الحصن السابع عشر : ( حفظ اللسان )
أعلم أن اللسان هو أعظم آلة للشيطان في استهواء الإنسان , لذا كان حفظ اللسان من أعظم تحصينات الأنسان ضد
الشيطان . ويكفينا في ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل (( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم )) وأكثر المعاصي إنما يولدها فضول الكلام والنظر , وهما أوسع مداخل الشيطان فإن
جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف شهوة البطن , فأنه إذا امتلأ لم يبق فيه إرادة للطعام , وأما العين واللسان
فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف , كثيرة الشعب , عظيمة الآفات
الحصن الثامن عشر : ( حفظ البطن )
(( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله , وكاتبه وشاهديه ))
(( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ))
(( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة , وآكل الربا وموكله , ونهى عن ثمن الكلب , وكسب
البغي , ولعن المصورين )) وكسب البغي : هي المرأة التي تزني بأجرة وتتكسب من ذلك . . .
وقال تعالى (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( المسلم يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة ))
الحصن التاسع عشر : ( حفظ الفرج )
عن عبدالله بن زيد رضي الله تعالىعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يا نعايا العرب ,
يا نعايا العرب , أن أخوف ما أخاف عليكم الزنا و الشهوة الخفية )) وعن جابر رضي الله تعالىعنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )) وعن أبي هريرة مرفوعا
(( ملعون من عمل عمل قوم لوط , ملعون من أتى شيئا من البهائم )) (( من أتى حائضا أو امرأة في دبرها ,
أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد )) بالإضافة إلى حفظ الفرج عن السحاق ونكاح اليد وأنهما محرمان
بالاتفاق لعموم قوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون ))