[size=24]أهمية مهنة التدريس [/size]

[center]أهمية مهنة التدريس : ــ
تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها الإنسان عامة والمعلم خاصة ، إذ إن العاملين في هذا الميدان ـ وهم المعلمون ـ يتركون آثارا واضحة على المجتمع كله ، وليس على أفراد منه فحسب ، كما هو الحال مع أصحاب المهن الأخرى ، كالأطباء والمهندسين والمحامين والحرفيين ، فالمدرس عندما يدرس في الفصل لا يدرس لطالب واحد فقط ، وإنما يدرس لعشرات الطلاب بل وللمئات خلال اليوم الواحد ، والفرق واضح بين مهنة الطبيب ـ على سبيل المثال ـ الذي يخص بعلاجه فردا واحدا من أفراد المجتمع ، بل ويعالج الجزء المعتل من بدنه ، ولا يترك أثرا علميا على مريضه ، كما يفعل المعلم الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على عقول طلابه وشخصياتهم ، وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة . وتعد عملية التدريس والتعلم الأساس والأسبق بين المهن الأخرى ، فالطبيب والمهندس والمحامى والمحاسب والصيدلي وغيرهم لابد وأن يمروا تحت يد المعلم ، لأنهم من نتائج عمله وجهده وتدريبه في مراحل التعليم المختلفة . أضف إلى ما سبق أن المعلم يحاول دائما من خلال مهنة التدريس أن يجدد ويبتكر ، وينير عقول التلاميذ ، ويهذب طباعهم ، وأن يوضح الغامض ، ويكشف الستار عن الخفي ، ويربط بين الماضي والحاضر ، ويخلق في نفوس الأجيال الناشئة الأمل واليقين ، ويؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة ومتطلباتها

يعني بناء على هذا الكلام نقدر نقول إن المدرسين هم السبب الحقيقي في فشل معظم الأطباء والمهندسين والمحامين والموظفين، وتعطيل المصالح وانهيار المنازل وضياع الحقوق وموت البني آدمين ، زي ما احنا دلوقت وكل يوم شايفين؟!!!!
أنا أمزح فقط ، وبالمناسبة انا من المتعصبين جدا للمدرس ومهنة التدريس، رغم أني لست مدرسة ، وأرى أن السبب الرئيسي في النهيار الأخلاقي والاجتماعي الذي نراه الآن سببه الحقيقي هو تراجع دور المدرس تدريجيا في العملية التعليمية والتربوية لأسباب كثيرة يأتي على رأسها الفكر الهادم الذي انتشر في كتاباتنا الأدبية وأعمالنا الفنية _ إذا جاز التعبير بأنها أدبية وفنية_ التي أساءت إلى المدرس ومهنة التدريس بكل الصور ، إلى جانب الأفكار الدخيلة على المجتمعات الشرقية ،وبالإضافة إلى الخلل في وضع معايير وأسس اختيار المعلم فى كثير من منشآت بلادنا التعليمية - مع حفظ الاحترام للاستثناءات - وعدم الوعي التربوي لدى كثير من الآباء والأمهات الذين يرون أن تطاول الولد على أستاذه "مرجلة" ، الأمور التي تسببت جميعها تدريجيا في تشويه مؤكد لصورة المهنة ومن يمتهنها من الأفاضل من الناس، وتقليل متعمد في مكانة هذه المهنة الاجتماعية ، في الوقت الذي - على العكس - تهتم فيه الدول الغربية جدا بأسس وقواعد اختيار المدرس باعتباره مربي أجيال تقوم على يدي تلاميذه حضارة هذه الدول، وتمنحه أفضل المرتبات وترفعه عندها في أعلى المراتب والدرجات .. ولا أرى نهضة تقوم لبلادنا إلا إذا عدنا لعهدنا الأول للمدرس في بلادنا ، وقت أن كان التلميذ أو الطالب يقف لأستاذه لو مر به حتى في الشارع احتراما وتقديرا له.