طرق التدريس للموهوبين

طرق التدريس للموهوبين

مقدمة :

تعرضنا فى الجزء السابق لمفهوم الموهوب / المتفوق عقليا بالمعنى الدقيق وخصائص الأطفال / التلاميذ الموهوبين ، وتبين أن الشخص الموهوب هو من يمتلك قدرات تميزه عن غيره فى مجال أو أكثر ( علمى أو أدبى أو فنى ) لامتلاكـه استعدادات معينة تيسر له النبوغ والتميز إذا ما وجدت البيئة ( المحفزات ) المناسبة ، وبالتالى فالموهوب شخص ذكى مبتكِر متفوق تحصيليا ، وتتميز بخصائص قيادية تجعله قادرا على التفاعل مع أقرانه وإقناعهم وقيادتهم ومحبوب ومقبول منهم. وعلى ذلك ، فلكى تنمى الموهبة بشكل مناسب علينا أن نضع فى اعتبارنا الجوانب السابقة عند التخطيط للتدريس لهذه الفئة وفى هذا الجزء سنناقش بعض طرق وأساليب التدريس التى يمكن استخدامها للتدريس للموهوبين وهى :

1) طريقة العصف الذهنى . Brain Storming Method
2) طريقة حل المشكلات . Problem Solving Method
3) الطريقة الكشفية . Discovery Learning Method
4) مدخل إدارة المناقشات .
Discussion Administrative Approach
5) إستراتيجية الخرائط المتتابعة .
Consequence Mapping Strategy
6) إستراتيجية اتخاذ القرار : فى ضوء تحليل التكلفة والفائدة .
Decision – Making Framework
7) مدخل الأهداف والحقوق والواجبات .
Goals, Rights and Duties Framework.
8) إستراتيجية الأسئلة المركزة .
Focused Questions Strategy.

1- طريقة العصف الذهنى : Brain Storming

مفعوم العصف الذهنى : Brain Storming

استُخْدِم مصطلــح Brain Storming مـن قبــل الباحثـين والمتخصصين العرب مرادفا لعدد من المفاهيم والمصطلحات وهى : القصف الذهنى، العصف الذهنى ، المفاكرة ، امطار الدماغ ، تدفق الأفكار ، توليد الأفكار ، إلا أن مصطلح العصف الذهنى يعد أكثر استخداما وشيوعا حيث أقر بها للمعنى ؛ فالعقل يعصف بالمشكلة ويفحصها ويمحصها بهدف التوصل إلى الحلول الإبداعية المناسبة لها .

وطريقة العصف الذهنى أسسها أوزبورن ( A. F. Osborn ) عام 1938 ، وطورها فى كتابه Applied Imagination والذى ظهر فى طبعته الأولى عام (1957) وهى تقوم على الفصل المصطنع بين إنتاج الأفكار من جهة وتقويمها ومحاكمتها (تطويرها وتعديلها) من جهة أخرى . وتستخدم طريقة العصف الذهنى كأسلوب للتفكير الجماعى أو الفردى فى حل كثير من المشكلات العلمية والحياتية المختلفة ، والتدريب بقصد زيادة كفاءة القدرات والعمليات الإبداعية (1) .

مبادئ استخدام طريقة العصف الذهنى :

يعتمد استخدام طريقة العصف الذهنى على مبدأين أساسيين هما :

1) تأجيل الحكم على قيمة الأفكار :

يتم التأكيد على هذا الأسلوب على أهمية تأجيل الحكم على الأفكار المنبثقة من أعضاء جلسة العصف الذهنى ، وذلك فى صالح تلقائية الأفكار وبنائها ، فإحساس الفرد بأن أفكاره ستكون موضعا للنقد والرقابة منذ ظهورها يكون عاملا كافيا لإصدار أية أفكار أخرى ، كما يساعد تأجيل الحكم أيضاً على وضوح خصائص الفكرة المطروحة من خلال الحوار الحر غير الناقد والذى يبنى الفكرة أو على جزء منها ، أو الذى يهملها إن لم تكن لها قيمة بارزة ، وهذا ما يساعد على كثرة الأفكار المطروحة وتنويعها، وبالتالى قد تنجح أفكار أو حلول قد تبدو لصاحبها أنها لا قيمة لها ولكنها فى الواقع قد تكون جيدة ، وبخاصة إذا استخدمها تلاميذ آخرون كمداخل أو مثيرات لفكرة أخرى بحيث تبدو أكثر عمقا وخصوبة من الأولى، وفى هذا الشأن يرى أوسبورن أن التفكير يتضمن استخدام العقل الحصين " Judicial Mind " الذى يحلل ويقارن ويختار أى يقيم ويتضمن التفكير أيضاً العقل المبتكر Creative Mind الذى يتصور ويتخيل ويصدر أفكاراً جديدة ، وعادة يضع العقل الحصيف قيودا على العقل المبتكر ، تلك القيود يمكن التخلص منها باتباع المبدأ المشار إليه أى تأجيل إصدار الأحكام على الأفكار .


2) كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها :

لقد وضع اسبورن قاعدة الكم يولد الكيف بناء على رأى المدرسة الترابطية ، والتى ترى أن الأفكار مرتبة فى شكل هرمى وأن أكثر الأفكار احتمالا للظهور والصدور هى الأفكار العادية والشائعة المألوفة ، وبالتالى فللتوصل إلى الأفكار غير العادية والأصيلة يجب أن تزداد كمية الأفكار (1) .

ويؤكد الباحثون فى جلسات العصف الذهنى اعتقادهم بأن كم الأفكار المتولدة يؤدى إلى تنوعها ، وبالتالى جدتها وأصالتها ، وهو الأمر الذى يتيح للمشاركين فى هذه الجلسات أفقا أوسع وبيئة خصبة لتوليد الأفكار الجديدة الأصيلة ، وبما يؤدى فى النهاية إلى إنتاج أفكار ذات نوعية أكفأ وأدق وأكثر تبلورا (2) .

القواعد الرئيسية للعصف الذهنى (1 ):

انطلاقا من المبدأين السابقين يمكن اشتقاق أربـع قواعد أساسية تمثل قواعد واجبة الإتباع عند استخدام أسلوب العصف الذهنى وهى :

1) ضرورة تجنب النقد للأفكار المتولدة :

أى استبعاد أى نوع من الحكم أو النقد أو التقويم فى أثناء جلسات العصف الذهنى ، ومسئولية تطبيق هذه القاعدة تقع على عاتق المعلم وهو بمثابة رئيس الجلسة ، والذى يقوم بدوره فى إدارة الجلسة بتنبيه أى طالب يصدر حكما أو تعقيبا على أفكار غيره من زملائه ، أو حتى تنبيه الشخص الذى يصدر الفكرة بأن يتخلى عن تقويمها بعد إصدارها أو محاولة إبداء حكم حولها بعد أن عبر عنها أو محاولته للاعتذار عنها أو طلبه بحذفها من بين الأفكار أو الحلول المقترحة التى يتم تسجيلها فى أثناء الجلسة .

2) حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما يكن نوعها :

والهدف هنا هو إعطاء قدر أكبر من الحرية للطالب أو الطالبة فى التفكير فى إعطاء حلول للمشكلة المعروضة مهما يكن نوعية هذه الحلول أو مستواها ، وبالتالى يكون أعلى كفاءة فى توظيف قدراته على التخيل وتوليد الأفكار فى ظل ظروف التحرر الكامل من ضغوط النقد والتقييم .

3) التأكيد على زيادة كمية الأفكار المطروحة :

وهذه القاعدة تعنى التأكيد على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار المقترحة ، لأنه كلما زاد عدد الأفكار المقترحة من قبل التلاميذ / الجماعة، زاد احتمال بلوغ قدر أكبر من الأفكار الأصيلة ، أو المعينة على الحل المبدع للمشكلة .

4) تعميق أفكار الآخرين وتطويرها :

ويقصد بها إثارة حماس المشاركين فى جلسات العصف الذهنى من الطلاب أو غيرهم لأن يضيفوا لأفكار الآخرين ، وأن يقدموا ما يمثل تحسينا أو تطويرا أو بلورة لفكرة من الأفكار المطروحة أو تشكل مع غيرها من الأفكار التى سبق طرحها أطرا أو حلولا جديدة أو غير ذلك من صور الإضافة والتطوير للأفكار .

وتهدف القواعد السابقة إلى إزالة الخوف والخجل من نفوس المشاركين من التلاميذ / أو غيرهم فى جلسات العصف الذهنى ، والقضاء على الحساسية من النقد أو التقييم ، كما أن التلميذ حينما يستخدم أفكار غيره ويطورها بمشروعية ، فإنه سيتحرر من اتهام غيره له بالسطو على أفكار الآخرين .

إجراءات (خطوات) حل المشكلة طبقا لأسلوب العصف الذهنى :

هناك عدة مراحل يجب اتباعها فى أثناء حل المشكلة المطروحة فى جلسات العصف الذهنى وهى :

- صياغة المشكلة .
- بلورة المشكلة .
- توليد الأفكار التى تعبر عن حلول للمشكلة .
- تقييم الأفكار التى تم التوصل إليها .

وفيما يلى عرض لها :

1) مرحلة صياغة المشكلة :

يقوم المعلم وهو المسئول عن جلسات العصف الذهنى بطرح المشكلة على التلاميذ وشرح أبعادها وجمع بعض الحقائق حولها بغرض تقديم المشكلة للتلاميذ مستعينا فى ذلك بالوسائل السمعية أو المرئية أو المقروءة ، مع عرض مناقشة تمهيدية عن الموضوع (المشكلة) للتأكد من فهم التلاميذ لها .



2) مرحلة بلورة المشكلة ( إعادة صياغة المشكلة ) :

وفيها يقوم المعلم بتحديد دقيق للمشكلة وذلك بإعادة صياغتها وتحديدها من خلال مجموعة تساؤلات على نمط :
- ما النتائج المترتبة مستقبلا على الكرة الأرضية إذا ما استمر التلوث بهذه الصورة ؟
- كيف يمكن البحث عن بدائل جديدة لمصادر طاقة غير ملوثة مستقبلا ؟

إن إعادة صياغة المشكلة قد تقدم فى حد ذاتها حلولا مقبولة دون الحاجة إلى إجراء المزيد من عمليات العصف الذهنى ، كما أن استهلال كل عبارة يعاد صياغتها بتلك الكلمات ، كيف يمكن أن … ؟ تضمن إستبعاد الحلول فى تلك المرحلة وبذلك تخضع المشكلة للمزيد من الدراسة والفحص من زوايا وأبعاد مختلفة .

3) العصف الذهنى لواحدة أو أكثر من عبارات المشكلة التى تمت بلورتها :

وتعتبر هذه الخطوة هامة لجلسة العصف الذهنى حيث يتم من خلالها إثارة فيض حر من الأفكار ، وتتم هذه الخطوة مع مراعاة الجوانب التالية :

‌أ) عقد جلسة تنشيطية قصيرة تسمى جلسة تسخين .
‌ب) عرض المبادئ الأربعة للعصف الذهنى على السبورة حتى يشاهدها جميع التلاميذ ويقوم المعلم بتوجيه التلاميذ حين يلزم الأمر ، خاصة عنـدما يلاحظ أن التلاميذ ينتقدون أفكارهم أو أفكار غيرهم من التلاميذ .
‌ج) استقبال الأفكار المطروحة حتى لو كانت مضحكة أو طريفة أو حتى مثيرة للسخرية من قبل بعض التلاميذ بالترحيب والتشجيع مع السماح بإثارة جو من الحوار والمناقشة الحرة البعيدة عن السخرية .
‌د) تدوين وعرض جميع الأفكار ( الحلول المقترحة للمشكلة ) بطريقة تساعد جميع التلاميذ على رؤيتها .
هـ ) قد يحـدث أن يشعـر بعض التلاميذ بالإحباط والملل ، ويجب تجنب
ذلك ، حيث أنه من الأمور المألوفة أن يشعر الفرد بهذا الإحساس
خلال فترة تسبق تدفق المعلومات .

4) تقييم الأفكار التى تم التوصل إليها :

تتصف جلسات العصف الذهنى بأنها تؤدى إلى توليد عدد كبير من الأفكار المطروحة حول مشكلة معينة ، ومن هنا تظهر أهمية تقييم هذه الأفكار وانتقاء القليل منها لوضعه موضع التنفيذ ، والتى يجب تقييمها فى ضوء مجموعة من المعايير المرتبطة بالمشكلة ذاتها وبعض المعايير العامة ومنها : الجدة ، الأصالة ، الحداثة ، المنفعة ، منطقية الحل ، التكلفة ، مدى القبول ، المدة الزمنية اللازمة للتنفيذ .

( 2 ) طريقة حل المشكلات
مفهومهــا :

طريقة حل المشكلات ، يقصد بها مجموعة العمليات التى يقوم بها الفرد مستخدما المعلومات والمعارف التى سبق له تعلمها والمهارات التى اكتسبها فى التغلب على موقف بشكل جديد وغير مألوف له فى السيطرة عليه والوصول إلى حل له .

وفى هذا الشأن يشير راسل Russell إلى أن التفكير المنتج Productive Thinking يتضمن ثلاث صور هى :
- سلوك حل المشكلات Problem Solving
- التفكير الإبتكارى Creative Thinking
- التفكير الناقد Critical Thinking

ويصف المتخصصون طريقة حل المشكلات فى تناولها للموضوعات والقضايا المطروحة على الأفراد / التلاميذ إلى طريقتين قد تتفقان فى بعض العناصر ولكن تختلفان فى كثير منها هما :

(1) طريقة حل المشكلات العادية .
(2) طريقة حل المشكلات الإبتكارية .

وطريقة حل المشكلات العادية هى أقرب إلى أسلوب الفرد فى التفكير بطريقة علمية عندما تواجهه مشكلة ما . وعلى ذلك تعرف بأنها : « كل نشاط عقلى هادف مرن يتصرف فيه الفرد بشكل منظم فى محاولة لحل المشكلة ، ودراسة وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بها والحكم عليها باستخدام منهج معين يتناولها بالملاحظة الدقيقة والتحليل ، وقد يخضعها للتجريب فى محاولة للتوصل إلى قوانين ونظريات » (1) .

وهناك من يرى أن التفكير العلمى هو سلوك حل المشكلات Problem Solving والفكرة الرئيسة فيه هى أن الشخص يفكر إذا ما واجهه موقفا محيرا أو مربكا ، وبعد أن يحدد المشكلة فى صيغة سؤال غالباً ما يضع الفروض أو الحلول المختلفة المحتملة ، ثم يسعى لجمع البيانات التى على ضوئها يقبل بعـض الفروض ويرفض بعضها الآخر وبذا يصل إلى حل المشكلة .

وقد حدد كسلر Kesslar حل المشكلات فى خطوات أصبحت جزءا من التراث التربوى لاتفاق أغلب التربويين عليها وهى (2) :
(1) إثارة المشكلة والشعور بها .
(2) تحديد المشكلة .
(3) جمع المعلومات والبيانات المتصلة بالمشكلة .
(4) فرض الفروض المحتملة .
(5) اختبار صحة الفروض واختيار الأكثر احتمالا يكون حل للمشكلة .

ولما كان الأطفال الموهوبون من سماتهم أنهم مبتكرون لذا فإن التدريس بهذه الطريقة يعد من الطرق المناسبة لهــذه الفئـة فيرى جلباخ ( 1 ) Gelbach أن مدخل حل المشكلات ملائم جدا للتدريب على الإبداع .

وتختلف طريقة حل المشكلات عن طريقة حل المشكلات الابتكارية فى التعامل مع المشكلة وطريقة تناولها والناتج النهائى فى الحالتين ، ففى طريقة حل المشكلات الابتكارية تحتاج إلى درجة عالية من الحساسية لدى التلميذ / أو من يتعامل مع المشكلة فى تحديدها وتحديد أبعادها وربما أبعاد لا يستطيع أن يدركها العاديين من التلاميذ / أو الأفراد ، وذلك ما أطلق عليه جيلفورد الحساسية للمشكلات ، كما تحتاج أيضا إلى درجة عالية من استنباط العلاقات واستنباط المتعلقات سواء فى صياغة الفروض أو التوصل إلى الناتج الإبتكارى ، وذلك كما أشار سبيرمان ، كما أن الناتج فى الحالتين مختلف ففى طريقة حل المشكلات العادية قد يكون الناتج بالنسبة للتلميذ / الفرد سبق التوصل إليه من قبل من يماثلونه فى السن ، ولكن الفكرة الرئيسة هى كيفية وصوله إلى الحل والتدريب عليها ، أما فى طريقة حل المشكلات الإبتكارية فإن الناتج يختلف حيث إن الفرد يعطى ناتجا يتميز بأنه أصيل جديد وغير جديد شائع يمكن تنفيذه وتحقيقه .
وعلى أى حال ، فقد وضع روسمان سبع خطوات تسير فيها عملية حل المشكلات الإبتكارية ، وإن أُطلق عليها « العملية الإبتكارية » وهى :

(1) الشعور بالمشكلة :

وهذه الخطوة تتمثل فى إدراك معوق أو عقبة تحول دون الوصول إلى هدف محدد ، أو فى إدراك انحراف غير مقبول يتجاوز عتبة التسامح المعمول بها عادة فى ذلك الموقف عن تحقيق ذلك الهدف أو الانحراف عن معيار محدد للسلوك .

(2) تحديد المشكلة :

هو ما يعنى وصفها بدقة مما يتيح لنا رسم حدودها وما يميزها عن سواها ، أى التمييز بين ما هو مشكلة ، وما هو ليس بمشكلة ، ويطلق على هذه العملية اسم التشخيص الفارقى الذى يتمثل فى تمييز الفرد المتعلم/ التلميذ بين الأسئلة التى تشير إلى المشكلة وتحديد أى هذه الأسئلة يعبر عن المشكلة تعبيرا دقيقا .

وتعد خطوة التشخيص الفارقى من أهم الخطوات ، لأنه لابد من تحديد المشكلة تماما قبل البحث عن أسبابها مما يقع فيه الناس / التلاميذ عادة من خلال التسرع والقفز إلى الاستنتاج .

(3) تحليل المشكلة :

والتى تتمثل فى تعرف الفرد / التلميذ على العناصر الأساسية فى مشكلة ما ، واستبعاد العناصر التى لا تتضمنها المشكلة ، فبعد تحديد المشكلة بدقة نبدأ بتحليل الوقائع التى تجمعت لدينا ضمن نطاق حصر المشكلة فى الكم والكيف والزمان والمكان والأشخاص والأشياء دون ما عداها ، ونتوصل بنتيجة ذلك إلى اكتشاف العامل المسئول عن الإعاقة أو العقبة أو الانحراف عن تحقيق الهدف .

(4) جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة :

وتتمثل فى مدى تحديد الفرد/التلميذ لأفضل المصادر المتاحة لجمع المعلومات والبيانات فى الميدان المتعلق بالمشكلة والتى يمكن أن تساعده فى الوصول إلى حل المشكلة .

(5) اقتراح الحلول :

وتتمثل فى قدرة الفرد/التلميذ على التمييز والتحديد لعدد من الفروض المقترحة لحل مشكلة ما ، وتحديد ما إذا كان الفرض يمكن أن يؤخذ به على ضوء ما تجمع من معلومات وبيانات حول المشكلة .

(6) دراسة الحلول المقترحة دراسة ناقدة :

وهنا قد يكون الحل واضحا ومألوفا فيتم اعتماده ، وقد يكون هناك احتمال لعدة بدائل ممكنة ، فيتم المفاضلة بينها بناء على معايير نحددها ، وتعطى الأفضلية عادة لذلك البديل الذى يتوفر له أكبر قدر من الإيجابية وأقل قدر من السلبيات تبعاً لمعطيات المشكلة .

(7) الحلول الإبداعية :

قـد لا تتوفر الحلول المألوفة أو ربما تكون غير ملائمة كحل للمشكلة ، ولذا يتعين التفكير فى حل جديد يخرج عن المألوف ، وللتوصل لهذا الحل تمارس منهجيات الإبداع المعروفة مثل (العصف الذهنى – تآلف الأشتات) ، ويتم الحل الإبداعى عموماً من خلال كسر (تخطى) حدود الموقف أو كسر الروابط بين معطيات المشكلة وعلاقات عناصرها ، وإعاقة ترتيب أو مزج هذه العناصر والعلاقات فى منظومة جديدة غير مألوفة ، أو من خلال ربطها بعناصر غير مرتبطة بها فى الأصل ، ويكون حل المشكلة إبتكاريا طبقا لتورانس إذا توفر له بعض الشروط منها : إنتاج شىء جديد وذى قيمة ، تفكير غير إمتثالى فيه نوع من المغامرة ، الخروج على المألوف ، المثابرة والعمق .