فتح ضابط أمريكي من أصل عربي كان يسعى لتجنب إرساله إلى العراق النار على جنود وزوار في قاعدة عسكرية كبرى بولاية تكساس الأمريكية الخميس، مما أدى الى مقتل 13 شخصاً وإصابة 30 آخرين.
وأعلنت السلطات في البداية ان مطلق النار الرائد نضال مالك حسن (وهو من أصل فلسطيني) قتل عندما بادله جنود ومدنيون اطلاق النار، ولكن تبين لاحقاً أنه بقي حياً رغم إصابته بعدة طلقات نارية.
وسارعت المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة الى إدانة هذا العمل، وأعربت عن تخوفها من ردود فعل سلبية قد تستهدف المسلمين في أمريكا.
وقال مسؤولون إن الرائد حسن يرقد في مستشفى وهو في غيبوبة وتم وصله بجهاز اصطناعي للتنفس.
وأعلن المسؤولون ان حسن موقوف، في حين نقلت وكالة “اسوشيتد برس” عن مسؤول رفيع المستوى في واشنطن قوله إن السلطات لم تستبعد ان يكون الضابط قد تصرف باسم منظمة متطرفة ما.
وأشارت الوكالة إلى أن المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه لم يقدم أية أدلة تدعم هذه النظرية.
من جهتها، قالت وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن مكافحة الإرهاب ان من المبكر تحديد دوافع اطلاق النار، بينما حذر السيناتور عن تكساس جون كورنين من التسرع في تحديد الدوافع ومن بث “شائعات أو معلومات غير دقيقة” عن أسباب المأساة.
وقد وقع الحادث في قاعدة فورث هود بولاية تكساس بجنوب الولايات المتحدة في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر.
وأعلن قائد القاعدة الجنرال بوب كوب أن “التحقيق جار لكن المعلومات الأولية تشير الى وجود شخص واحد اطلق النار وأصيب بعدة رصاصات مرات عدة، لكنه لم يقتل كما أعلن سابقاً. وأضاف ان الضابط “موقوف وحالته مستقرة”. ورفض الجنرال كون استبعاد فرضيته عملاً إرهابياً، لكنه أوضح ان “العناصر التي نملكها لا تصب في هذا المنحى”.
كما رفض أن يتحدث عن دوافع اطلاق النار أو سوابق مطلق النار الذي لم يتحدث بعد الى المحققين “وليس مهدداً بالموت على ما يبدو”.
وفي وقت لاحق، قال الجنرال كون في تصريح لشبكة “إن بي سي” التلفزيونية، إن الرائد حسن هتف “الله أكبر” قبل أن يبدأ اطلاق النار.
كما أكد أن الرائد حسن نفذ الهجوم وحده.
ووزعت السلطات صوراً للرائد حسن بدا فيها رجلاً في الأربعينات من العمر ومبتسماً.
وأوضح مسؤولون في القاعدة العسكرية أن الرائد حسن طبيب نفساني تدرب على معالجة الجنود الذين يعانون من الاكتئاب والتوتر.
وقال المسؤولون إن حادث اطلاق النار وقع في “مركز جاهزية الجنود”، حيث يتم فحص الجنود الذين سيتم إرسالهم قريباً الى العراق أو أفغانستان، وكذلك الجنود العائدين من هذين البلدين والذين يحتاجون لفحوص طبية أو نفسية.
وذكر المسؤولون أن الرائد حسن فتح النار من سلاحين في مبنى كان يوجد فيه عدد كبير من الجنود الذين يجرون فحوصاً طبية قبل إرسالهم الى العراق وأفغانستان.
وقد أخذ يطلق النار هناك، ثم توجه بعد ذلك الى قاعة كانت تجري فيها مراسم توزيع شهادات على خريجين بحضور حوالي 600 شخص من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.
وقال الجنرال كون إن “عدداً من الجنود تحركوا بسرعة وأغلقوا أبواب القاعة”، موضحاً ان سيدة مدنية كانت أول من أطلق النار على حسن لإنهاء الهجوم وبثت وزارة الدفاع صوراً للجرحى الذين نقلوا على حمالات ثم وضعوا في سيارات اسعاف، فيما كان قناصة من القوات الخاصة يحيطون بمبنى ترافقهم كلاب.
وفورت هود هي أكبر قاعدة للجيش الأمريكي وتبلغ مساحتها 880 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل مساحة مدينة نيويورك تقريباً. وهي تضم عشرات الآلاف من الجنود والآلاف من المدنيين.
ويمكن أن تؤثر هذه الحادثة في معنويات القوات المسلحة التي تعاني أصلاً من ضغوط المعارك وتكرر وطول مدة المهمات في العراق وأفغانستان، 12 شهراً متتالية تتخللها عطلة 15 يوماً فقط. ويعد إرسال الجنود المتكرر والطويل هذا سبباً للارتفاع الكبير في حالات الانتحار في الجيش الأمريكي.
وعندما أخذت وسائل الإعلام الأمريكية تبث تطورات الحادث، دانت منظمات إسلامية رئيسية في الولايات المتحدة اطلاق النار هذا، وعبرت عن تخوفها من أن يؤدي اسم مطلق النار نضال مالك حسن الى استهداف الأمريكيين المسلمين.
وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إحدى المنظمات الرئيسية للأمريكيين المسلمين في بيان “ندين هذا العمل الجبان بأشد العبارات ونطلب بإدانة مرتكبيه”. وأضاف ان “أي ايديولوجيا سياسية أو دينية لا يمكنها تبرير هذا العنف المجاني والأعمى”، معتبراً ان “الهجوم ينم عن حقد كبير باستهدافه المتطوعين في الجيش الذين يحمون أمتنا”. وعبرت المنظمة عن تخوفها من ان تتعرض الجاليات الأمريكية المسلمة للأذى بسبب اسم مطلق النار الذي يشير الى أنه مسلم.
من جهته، قال قاسم علي عقدة الذي يتولى إدارة منظمة للجنود الأمريكيين المسلمين “مجلس شؤون القوات المسلحة الأمريكية المسلمة والمحاربين القدامى” انه يخشى استهداف المسلمين كما حدث بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001. ودان اطلاق النار، معتبراً انه “عمل إجرامي، لا علاقة له بالدين”.
من جهة ثانية، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحادث بأنه “تفجر عنف رهيب”، وتعهد بكشف ملابسات الأحداث التي لا تزال غامضة. وقال أوباما “لا نعرف بعد حتى هذه الساعة كل تفاصيل ما حصل وسنكشف عنها عندما نعرفها. وما نعرفه هو ان عدداً من الجنود قد قتلوا وأن عدداً كبيراً أصيبوا في تفجر عنف رهيب”. وأضاف “في هذا الوقت، أوجه أفكاري وأرفع صلواتي من أجل الجرحى وعائلات الذين قتلوا”.
وفي مبنى الكونجرس الأمريكي، وقف أعضاء مجلس الشيوخ والنواب بعد ظهر الخميس دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا.
وفي مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أعلن متحدث ان وزير الدفاع روبرت غيتس كان “يراقب الوضع عن كثب في قاعدة فورت هوت” ويطلع باستمرار “على آخر التطورات الميدانية، وقد تحدث مع الرئيس باراك أوباما في هذا الشأن”.
وأعرب غيتس عن “حزنه العميق” لهذا الحادث المأساوي، مؤكداً أن وزارته ستقوم بكل ما في وسعها لمساعدة العاملين في قاعدة فورت هوت على تجاوز “هذه الأوقات العصيبة”.
وامتنع عن التكهن حول دوافع اطلاق النار.
وذكر مسؤول أمريكي ان رئيس الأركان الجنرال مايكل مولن أبلغ أيضاً بتبادل اطلاق النار “وأعرب عن امتعاضه العميق”. وقال إن “الجيش يجري تحقيقاً. ومن المهم انتظار ما سيتوصل إليه قبل التكهن حول ظروف هذا العمل العنيف غير المقبول”.
من جهته، أعلن وزير جيش البرجون ماكهيو “انها مأساة رهيبة سنعرف مزيداً من التفاصيل عنها في الأيام المقبلة”. (وكالات)
مطلق النار عانى من مضايقات
الرائد نضال حسن مسلم من أصل فلسطيني التحق بالجيش الأمريكي على الرغم من تحفظات والديه، وكان على وشك أن يرسل إلى العراق.
والرائد حسن طبيب نفسي عسكري كان يهتم بالجنود العائدين من مهمات في أفغانستان والعراق البلد الذي كان سيرسل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال نادر حسن أحد أقاربه إنه كان يتعرض للمضايقة في الجيش بسبب أصوله الشرق أوسطية ويسعى إلى ترك الجيش. وأضاف لشبكة “فوكس نيوز” إنه عين محامياً عسكرياً لمحاولة إيجاد حل للمشكلة، وكان مستعداً لأن يدفع تعويضاً للدولة حتى يتمكن من الاستقالة من الجيش لكنه استنفد كل الإمكانات وأبلغ لتوه بأنه سيرسل إلى أرض المعركة.
ونفى نادر أن يكون قريبه “خائفاً من الذهاب إلى العراق لخوض الحرب” موضحاً أنه لم يبد من قبل ميلاً إلى العنف. وأضاف “لم يكن من النوع الذي يستهويه حقل الرماية ولم يكن يفكر بهذه الطريقة”.
وعلى صوره الرسمية يبدو نضال مالك حسن رجلاً في الأربعين من العمر وجهه مستدير ومبتسماً وحليق الرأس. وهو مولود في الولايات المتحدة لأبوين فلسطينيين جاءا من بلدة صغيرة قرب القدس حسبما ذكر قريبه وقد عاش في ولاية فرجينيا (شرق الولايات المتحدة) ودرس في جامعة فرجينيا تيك.
وفي واشنطن عمل في مستشفى عسكري قبل أن ينقل إلى تكساس وكان يتوجه إلى المسجد مرة كل يوم على الأقل وطوال أيام الأسبوع، على حد قول الإمام فضل خان الذي أوضح لصحيفة “واشنطن بوست” أن الطبيب النفسي كان “مؤمناً” يطرح عليه الكثير من الأسئلة حول الدين.
وأضاف “لكن أسئلته لم تكن تنم عن تطرف ولم يعبر يوماً عن شعور بالإحباط أو رغبة في الانتقام”.
(أ.ف.ب)
الادعاء الأمريكي يتهم رجلين بدعم الإرهاب
اتهم مدعون اتحاديون أمريكيون رجلين بتقديم دعم مالي إلى “إرهابيين” وجرائم أخرى منها التآمر للقتل في بلد أجنبي والكذب على ضباط إنفاذ القانون.
وقالت وزارة العدل الأمريكية الخميس إن تهماً أخرى وجهت إلى طارق مهنا (27 سنة) من سادبري في ولاية ماساتشوستس الذي اتهم في 21 من اكتوبر/ تشرين الأول بالتآمر لتقديم دعم مالي إلى إرهابيين.
وضُم أحمد أبو سمرة (28 عاماً) الذي يعيش حالياً في سوريا أيضاً إلى لائحة الاتهام التي صدرت يوم الأربعاء وتتألف من عشرة بنود.
ومهنا محتجز في حبس اتحادي في انتظار جلسة محتملة للمحكمة للنظر في قضيته في بوسطن في 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني. (رويترز)
وزيرة الأمن الداخلي: من السابق لأوانه ربط الحادث بالإرهاب
أعربت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو أمس الجمعة، عن تعازيها لضحايا حادث إطلاق النار في قاعدة للجيش الأمريكي في ولاية تكساس وقالت إنه من السابق لأوانه استبعاد وجود صلات إرهابية.
وقالت نابوليتانو للصحافيين بعد زيارة للبرلمان الأوروبي في بروكسل “إنه عمل فظيع من أعمال العنف ومن الصعب تحمله لأنه حدث لجنود على ترابنا الوطني”. وقالت إن هؤلاء الرجال والنساء اتخذوا قراراً شجاعاً متجرداً من الأنانية لخدمة الولايات المتحدة. إنها في الواقع مأساة كبرى في بلادنا ولبلادنا.
وبسؤالها عن إمكانية استبعاد الإرهاب قالت نابوليتانو “لقد بدأ التحقيق في حادث إطلاق النار ومن غير المناسب التكهن بأسباب هذه الجريمة الفظيعة، ومن ثم دعوني لا أعلق بأي شيء آخر حيث يجري التحقيق في الحادث”. (د.ب.أ)
لم يكن يمثل تهديداً
قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم يحاولون معرفة الدافع الذي جعل الرائد نضال مالك حسن يرتكب هذا العمل.
وقال قائد القاعدة الجنرال كون إن الرائد حسن لم يكن يعتبر تهديداً أو خطراً.. “ولم تكن لدينا أية مشكلة معه”. (أ.ب)
عائلة حسن تشعر بالصدمة
أعرب قريب للطبيب النفسي المسلم الرائد نضال مالك حسن ان عائلته تشعر بالصدمة لما جرى في قاعدة فورت هود.
وقال نادر حسن ابن عم الرائد نضال في رسالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” على موقعها الإلكتروني أمس “أردت أن أصدر بياناً نيابة عن عائلتي” مشيراً إلى أن والدي نضال متوفيان ولذلك فقد قرر إصدار البيان. وأضاف “نحن نشعر بالصدمة والحزن للأحداث الفظيعة التي جرت في فورت هود، ونبعث لعائلات الضحايا بأحر تعازينا”.
وقال نادر حسن إن نضال هو مواطن أمريكي “ولد في ارلينغتون بولاية فيرجينيا وتربى في أمريكا، والتحق بمدارس ثانوية محلية ودرس بعد ذلك في جامعة فيرجينيا الفنية. وأضاف “يملؤنا الحزن على عائلات ضحايا اليوم. عائلتنا تحب أمريكا، ونحن فخورون ببلدنا وحزينون لمأساة اليوم. ونظراً لأن الوضع لايزال يتكشف فلا يمكننا قول الكثير في هذا الوقت”. (أ.ف.ب)
حرب العراق أفرزت مسلسل حوادث ومجازر
إطلاق النار الذي وقع في ثكنة في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس هو الأسوأ الذي شهدته قاعدة أمريكية في التاريخ القريب للولايات المتحدة.
وفي مايو/ أيار الماضي، اعتقل سرجنت في الجيش الأمريكي لأنه أطلق النار في مستشفى عسكري في بغداد مما أدى إلى مقتل خمسة من رفاقه. وكان السرجنت جون راسل أرسل إلى العراق للمرة الثالثة ويخضع لدعم “نفسي”.
وفي 18 سبتمبر/ أيلول 2008 في العراق أيضاً، سجن جندي أمريكي للاشتباه بأنه قتل قبل أيام اثنين من رفاقه في إطالق نار في قاعدة الاسكندرية العراقية جنوب بغداد.
وفي ،2005 اتهم سرجنت في الجيش بقتل ضابطين أمريكيين في انفجار في قاعدتهما العراقية قرب تكريت.
في مارس/ آذار 2003 الذي شهد غزو العراق، اعتقل جندي أمريكي لأنه أطلق قنابل يدوية على ثلاث خيام في قاعدة أمريكية في الكويت مما أدى إلى مقتل جندي وجرح 13 آخرين.
والهجمات التي أسفرت عن سقوط قتلى داخل الولايات المتحدة نادرة.
ففي مايو/ أيار ،2007 اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) خمسة رجال يشتبه بأنهم إسلاميون أدينوا بالتآمر بهدف قتل عسكريين في قاعدة للجيش الأمريكي في فورت ديكس بولاية نيوجيرسي.
وكان الرجال الخمسة وهم ثلاثة من ألبان مقدونيا وفلسطيني وأردني ورجل مولود في تركيا يقيمون جميعاً في ضاحية فيلادلفيا (بنسلفانيا، شرق). وقد صدرت عليهم أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاثين عاماً ومدى الحياة.
وخارج القواعد العسكرية، حوادث اطلاق النار كثيرة في الولايات المتحدة حيث يشكل امتلاك السلاح حقاً دستورياً.
ففي نهاية أغسطس/ آب قتل سبعة أشخاص في مخيم للبيوت المتنقلة في جورجيا (جنوب شرق). وفي نهاية ابريل/ نيسان فتح رجل فيتنامي الأصل النار على مركز لاستقبال المهاجرين في ولاية نيويورك ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً.
لكن أخطر حادث من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة وقع في جامعة فرجينيا تيك (شرق) حيث قتل طالب 32 شخصاً في 16 ابريل/ نيسان 2007.
وقبل هذا الحادث، شهدت كيلين البلدة المحاذية لفورت هود اطلاق نار في مقهى في 1991 أسفر عن سقوط 22 قتيلاً. (أ.ف.ب)
ليس أردنياً
قال مصدر رسمي أردني في العاصمة عمان إن نضال مالك حسن ليس أردنياً ولا توجد قيود في السجلات الرسمية في المملكة تفيد بأنه أردني الجنسية